كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٢٥٥
إلا قصر عمره وأطال ندمه، ولا جمع نفاق إلا فرقه، ولا بناء ضلال إلا هدمه وكان كلما قتل فارسا أعلن بالتكبير فأحصيت تكبيراته ليلة الهرير فكانت خمسمائة وثلاثا وعشرين تكبيرة بخمسمائة وثلاث وعشرين قتيلا من أصحاب السعير وقيل: إنه في تلك الليلة فتق نيفق درعه لثقل ما كان يسيل من الدم على ذراعه وقيل: إن قتلاه عرفوا في النهار فان ضرباته كانت على وتيرة واحدة ان ضرب طولا قد أو عرضا قط وكانت كأنها مكواة بالنار قال كمال الدين بن طلحة فما تحلى بهذه المزايا والخلال ولا أبلى بلاؤه المذكور في النزال، ولا صدرت منه هذه الأفعال إلا عن شجاعة تذل لها الابطال، وتقل لديها الأهوال، ولا تقوم بوصفها الأقلام والأقوال، ولا يحتاج في تحققها أن يثبتها الاستدلال، وعلى الجملة والتفصيل، فمقام شجاعته لا ينال، وما ذا بعد الحق إلا الضلال ولما أسفر صبح ليلة الهرير عن ضيائه، وحسر الليل جنح ظلمائه، كانت القتلى من الفريقين ستة وثلاثين الف قتيل، هكذا نقله مصنف كتاب الفتوح ومؤرخ الوقايع التي نقلها بألسنة أقلامه، فهي في الرواية منسوبة إليه العهدة فيها عند تتبعها عليه، وهذه الوقايع المذكورة مع أهوالها الصعاب وصيا لها المصلى لظى الطعان والضراب، هي بالنسبة إلى بقايا وقايع صفين كالقطرة من السحاب، والشذرة من السخاب (انتهى كلام ابن طلحة) قلت: وفي صبيحة هذه الليلة استظهر أصحاب علي عليه السلام ولاحت لهم أمارات الظفر وعلائم الغلب، وزحف مالك الأشتر رحمه الله بمن معه حتى ألجأهم إلى معسكرهم، واشتد القتال ساعتئذ، ورأى علي عليه السلام أمارات النصر من جهة الأشتر فأمده برجال من أصحابه، وحين رأى عمرو بن العاص ذلك قال لمعاوية: انى أعددت لهذا الوقت رأيا أرجو به تفريق كلمتهم ودفع هذا الأذى المعجل، قال معاوية: وما هو؟ وقال: نرفع المصاحف (على رؤوس
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357