أرطاة في سنة أربعين في ثلاثة آلاف فارس إلى الحجاز واليمن، فأتى المدينة، وفيها أبو أيوب الأنصاري عامل علي عليها، فهرب وأتى عليا بالكوفة ودخل بسر المدينة ولم يقاتله أحد ونادى الأنصار شيخي عهدته هنا فما فعل؟ يعنى عثمان، ثم قال: والله لولا ما عهد إلى معاوية ما تركت بها محتلما، وطلب جابر بن عبد الله ليبايع فهرب إلى أم سلمة رضي الله عنها فأشارت عليه بالمبايعة وخرج بسر إلى مكة فخاف أبو موسى الأشعري أن يقتله فهرب، وأكره الناس إلى البيعة وسار إلى اليمن وعاملها من قبل علي عليه السلام عبيد الله بن العباس فهرب إلى علي بالكوفة واستخلف على اليمن عبد الله بن عبد المدان الحارثي فأتاه بسر فقتله، وقتل ابنه وقتل ابنين لعبيد الله بن العباس، وكانا مقيمين عند شخص بالبادية فقال: أي ذنب لهما ان كنت لا بد قاتلهما فاقتلني؟
فقتله، وقيل إنه حارب دونهما حتى قتل وكان ينشد:
الليث من يمنع حافات الدار ولا يزال مصلتا دون الجار وخرجت امرأة فقالت: قتلت الرجال فعلام تقتل الذرية، والله ما كانوا يقتلون في جاهلية ولا اسلام، والله يا ابن أرطاة ان سلطانا لا يقوم إلا بقتل الصبى الصغير والشيخ الكبير، ونزع الرحمة، وعقوق الأرحام لسلطان سوء وقتل بسر في مسيره ذلك جماعة من شيعة علي باليمن وبلغ عليا الخبر فأرسل حارثة بن قدامة في ألفى فارس وذهب ابن مسعود في ألفين فسمع بهما الملعون بسر فهرب، وكانت أم الصبيين، المقتولين جويرية بنت فارط، وقيل عائشة بنت عبد الله بن عبد المدان، قد ولهت لما قتل ولداها فلا تعقل ولا تصغي ولا تزال تنشدهما في المواسم وتقول:
يا من أحس بابني اللذين هما كالدرتين تشظى عنهما الصدف يا من أحس بابني اللذين هما قلبي وسمعي فقلبي اليوم مختطف