كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٢٤٧
والحجج، أكرم من دب بعد المصطفى ودرج، الذي ما حوكم إلا وفلج، فارس الخيل، وسابق السيل، وراكب النهار والليل، تولى عليه السلام الحرب بنفسه النفيسة، فخاض غمارها واصطلى نارها، وأذكى أوارها، ودوخ أعوانها وأنصارها وأجرى بالدماء أنهارها، وحكم في مهج القاسطين بسيفه فعجل بوارها، فصارت الفرسان تتحاماه إذا بدر، والشجعان تلوذ بالهزيمة إذا زأر عالمة انه ما صافحت صفحة سيفه مهجة إلا فارقت جسدها، ولا كافح كتيبة إلا افترس ثعلب رمحه أسدها، وهذا حكم ثبت له بطريق الاجمال، وحال اتصف به بعموم الاستدلال، ولا بد من ذكر بعض مواقفه في صفين فكثرتها توجب الاقتصار على يسيرها، وكأين من حادثة يستغنى عن ثبوت طويلها بقصيرها.
فمنها: أنه خرج من عسكر معاوية المخراق بن عبد الرحمن وطلب البراز فخرج إليه من عسكر علي عليه السلام المؤمل بن عبيد الله المرادي فقتله الشامي، ونزل فحز رأسه وحك بوجهه الأرض وكبه على وجهه فخرج إليه فتى من الأزد اسمه مسلم بن عبد الله فقتله الشامي وفعل به كما فعل فلما رأى علي عليه السلام ذلك تنكر والشامي واقف يطلب البراز فخرج إليه وهو لا يعرف فطلبه فبدره علي عليه السلام بضربة على عاتقه فرمى بشقه فنزل فاحتز رأسه وقلب وجهه إلى السماء وركب ونادى هل من مبارز فخرج إليه فارس فقتله وفعل به كما فعل، وركب ونادى: هل من مبارز، فخرج إليه فارس فقتله وفعل به كما فعل، كذا إلى أن قتل سبعة فأحجم عنه الناس ولم يعرفوه، وكان لمعاوية عبد يسمى حربا وكان شجاعا فقال له معاوية ويلك يا حرب أخرج إلى هذا الفارس فاكفني أمره فقد قتل من أصحابي ما قد رأيت، فقال له حرب: والله انى أرى مقام فارس لو برز إليه أهل عسكرك لأفناهم عن آخرهم فان شئت برزت إليه واعلم أنه قاتلي وان شئت فاستبقني لغيره، فقال معاوية: لا والله ما أحب ان تقتل
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357