الأرض والأشتر فوقه فكان ينادى: اقتلوني ومالكا فلم ينتبه أحد من أصحاب الجمل لذلك، ولو علموا انه الأشتر لقتلوه، ثم أفلت عبد الله من يده وهرب، فلما وضعت الحرب أوزارها ودخلت عايشة إلى البصرة ودخل عليها عمار بن ياسر ومعه الأشتر فقالت: من معك يا أبا اليقظان؟ فقال:
مالك الأشتر، فقالت: أنت فعلت بعبد الله ما فعلت؟ فقال: نعم فلو لا كوني شيخا كبيرا وطاويا لقتلته وأرحت المسلمين منه، قالت: أو ما سمعت قول النبي صلى الله عليه وآله: إن المسلم لا يقتل إلا عن كفر بعد إيمان، أو زنى بعد إحصان، أو قتل النفس التي حرم الله قتلها؟ فقال: يا أم المؤمنين على أحد الثلاثة قاتلناه ثم أنشد:
أعائش لولا أنني كنت طاويا ثلاثا لألفيت ابن أختك هالكا عشية يدعو والرماح تحوزه بأضعف صوت اقتلوني ومالكا فلم يعرفوه إذ دعاهم وعمه خدب عليه في العجاجة باركا فنجاه منى أكله وشبابه وأنى شيخ لم أكن متماسكا وعن زر أنه سمع عليا عليه السلام يقول: أنا فقأت عين الفتنة ولولا أنا ما قتل أهل النهروان وأهل الجمل، ولولا أنني أخشى أن تتركوا العمل لأنبأتكم بالذي قضى الله على لسان نبيكم صلى الله عليه وآله لمن قاتلهم مستبصرا ضلالهم، عارفا للهدى الذي نحن عليه.
وعلى هذا قيل حضر جماعة من قريش عند معاوية وعنده عدى بن حاتم وكان فيهم عبد الله بن الزبير فقالوا: يا أمير المؤمنين ذرنا نكلم عديا فقد زعموا ان عنده جوابا، فقال: إني أحذركموه فقالوا: لا عليك دعنا وإياه، فقال له ابن الزبير: يا أبا طريف متى فقأت عينك؟ قال: يوم فر أبوك وقتل شر قتلة وضربك الأشتر على استك فوقعت هاربا من الزحف وأنشد: