فنجعل لعنة الله على الكاذبين).
فتلاها على النصارى ودعاهم إلى المباهلة وقال: ان الله أخبرني ان العذاب ينزل على المبطل عقيب المباهلة ويبين الله الحق من الباطل، فاجتمع الأسقف وأصحابه وتشاوروا واتفق رأيهم على استنظاره إلى صبيحة غد فلما رجعوا إلى رحالهم قال الأسقف انظروا محمدا فان غدا بأهله وولده فاحذروا مباهلته، وان غدا بأصحابه فباهلوه فإنه على غير شئ، فلما كان الغد جاء النبي صلى الله عليه وآله آخذا بيد علي عليه السلام والحسن والحسين عليهما السلام يمشيان بين يديه، وفاطمة تمشى خلفه، فسأل الأسقف عنهم؟ فقالوا: هذا علي ابن عمه وهو صهره وأبو ولده وأحب الخلق إليه، وهذان الطفلان ابنا بنته من علي وهما أحب الخلق إليه، وهذه الجارية فاطمة ابنته وهي أعز الناس عنده وأقربهم إلى قلبه، فنظر الأسقف إلى العاقب والسيد وعبد المسيح وقال لهم: انظروا قد جاء بخاصته من ولده وأهله ليباهل بهم واثقا بحقه والله ما جاء بهم وهو يتخوف الحجة عليه فاحذروا مباهلته، والله لولا مكانة قيصر لأسلمت له ولكن صالحوه على ما يتفق بينكم، وارجعوا إلى بلادكم وارتأوا لأنفسكم فقالوا: رأينا لرأيك تبع فقال الأسقف: يا أبا القاسم إنا لا نباهلك ولكنا نصالحك، فصالحنا على ما ننهض به فصالحهم على ألفى حلة قيمة كل حلة أربعون درهما جيادا، فما زاد أو نقص كان بحساب ذلك وكتب لهم به كتابا.
ففي هذه القضية بيان لفضل علي عليه السلام وظهور معجز النبي (ص) فان النصارى علموا انهم متى باهلوه حل بهم العذاب، فقبلوا الصلح، ودخلوا تحت الهدنة، وان الله تعالى أبان ان عليا هو نفس رسول الله، كاشفا بذلك عن بلوغه نهاية الفضل، ومساواته للنبي (ص) في الكمال والعصمة من الآثام، وان الله جعله وزوجته وولديه مع تقارب سنهما حجة لنبيه (ص)، وبرهانا