كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٢٦٠
لما تعرضت الدنيا عرضت لها بحرص نفس وفي الأطباع ادهان نفس تعف وأخرى الحرص يغلبها والمرء يأكل نتنا وهو غرثان اما علي فدين ليس يشركه دنيا وذاك له دنيا وسلطان فاخترت من طمعي دنيا على بصر وما معي بالذي أختار برهان انى لأعرف ما فيها وأبصره وفي أيضا لما أهواه ألوان لكن نفسي تحب العيش في شرف وليس يرضى بذل العيش انسان ثم إن عمرا رحل إلى معاوية فمنعه ابنه عبد الله ووردان فلم يمتنع، فلما بلغ مفرق الطريقين الشام والعراق قال له وردان: طريق العراق طريق الآخرة، وطريق الشام طريق الدنيا فأيهما تسلك؟ قال: طريق الشام.
قلت: لا يغنى عبد الله ووردان وقد قاده إلى جهنم الشيطان، وباع حظه من الآخرة وشهد عليه ما جرى على لفظه، فأحله في الساحرة، وكان من جملة آثاره المذمومة وأفعاله المشؤمة رفع المصاحف التي خرج بها الخوارج فتنكبوا بها عن الصراط المستقيم وأخذوا على أمير المؤمنين الرضا بالتحكيم، وانقادوا إلى امتثال أمر الشيطان الرجيم، وهناك نجم أمر الخوارج فأساؤا في التأويل ففارقوا الحق وتنكبوا سواء السبيل، وعملوا بآرائهم المدخولة، فتنوعت لهم فنون الضلالات والأباطيل، وسأذكر كيفية أمرهم وحالهم وما جرى عليهم جزاء كفرهم وضلالهم، وما أباحه الله على يد وليه من دمارهم ووبالهم، عند انجازي ذكر زوايد أذكرها من أخبار صفين، وعلى الله أتوكل وبه اعتضد وأستعين.
في هذه الحرب قتل أبو اليقظان عمار بن ياسر رضي الله عنه، وقد تظاهرت الروايات ان النبي صلى الله عليه وآله قال: عمار بن ياسر جلدة بين عيني تقتله الفئة الباغية.
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357