كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٢٣١
فأمر بالصلاة جامعة فاجتمعوا وعرفهم وقال: من لهم؟ فانتدب جماعة من أهل الصفة عدتهم ثمانون منهم ومن غيرهم، فاستدعى أبا بكر وقال له: خذ اللواء وامض إلى بنى سليم، فإنهم قريب من الحرة فمضى ومعه القوم حتى قارب أرضهم وكانت كثيرة الحجارة والشجر وهم بالوادي والمنحدر إليهم صعب، فلما صار أبو بكر إلى الوادي وأراد الانحدار خرجوا إليه فهزموه وقتلوا من المسلمين جمعا، فلما رجعوا إلى النبي صلى الله عليه وآله عقد لعمر لواء وسيره إليهم فكمنوا له تحت الحجارة والشجر، فلما ذهب ليهبط خرجوا إليه فهزموه فساء ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله فقال عمرو بن العاص: ابعثني إليهم يا رسول الله فان الحرب خدعة، ولعلي أخدعهم فأنفذه مع جماعة ووصاه فلما صار إلى الوادي خرجوا إليه فهزموه وقتلوا من أصحابه جماعة.
ومكث رسول الله صلى الله عليه وآله أياما يدعو عليهم ثم دعا أمير المؤمنين فعقد له ثم قال: أرسلته كرارا غير فرار، ورفع يديه إلى السماء وقال: اللهم ان كنت تعلم انى رسولك فاحفظني فيه وافعل به وافعل، فدعا له ما شاء وخرج علي عليه السلام وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله يشيعه وبلغ معه مسجد الأحزاب فشيعه ودعا له وأنفذ معه أبا بكر وعمر وعمرو بن العاص فسار بهم نحو العراق متنكبا عن الطريق حتى ظنوا أنه يريد بهم غير ذلك الوجه، ثم أخذ بهم على طريق غامضة واستقبل الوادي من فمه، وكان يسير الليل ويكمن النهار، فلما قرب من الوادي أمر أصحابه أن يخفوا حسهم وأوقفهم مكانا وأقام أمامهم ناحية منهم، ورأى عمرو بن العاص صنيعه فلم يشك ان الفتح يكون له فأراد افساد الحال وخوف أبا بكر وعمر من وحوش الوادي وذئابه، وأن المصلحة أن تعلوا الوادي، فكلما عليا عليه السلام في ذلك فلم يجبهما فقال عمر: لا نضيع أنفسنا انطلقوا بنا نعلو الوادي فقال المسلمون: ان النبي صلى الله عليه وآله أمرنا ان
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357