كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٢١٣
رمد أعجزه عن الحرب، وكان المسلمون يناوشون اليهود بين أيدي حصونهم وجنباتها.
فلما كان ذات يوم فتحوا الباب وكانوا خندقوا على أنفسهم، وخرج مرحب برجله يتعرض للحرب فدعا رسول الله أبا بكر فقال له: خذ هذه الراية، فأخذها في جمع من المهاجرين فاجتهد ولم يغن شيئا، وعاد يؤنب القوم الذين اتبعوه ويؤنبونه.
فلما كان من الغد تعرض لها عمر فسار بها غير بعيد، ثم رجع يجبن أصحابه ويجبنونه، فقال النبي صلى الله عليه وآله: ليست هذه الراية لمن حملها، جيئوني بعلي بن أبي طالب، فقيل: انه أرمد، فقال: أرونيه تروني رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، يأخذها بحقها ليس بفرار فجاؤوا بعلي يقودونه إليه، فقال: ما تشتكي يا علي؟ قال: رمدا ما أبصر معه، وصداعا برأسي فقال له: اجلس وضع رأسك على فخذي، ففعل علي ذلك فدعا له النبي صلى الله عليه وآله، وتفل في يده فمسحها على عينيه ورأسه فانفتحت عيناه، وسكن الصداع، وقال في دعائه له: اللهم قه الحر والبرد وأعطاه الراية، وكانت بيضاء وقال: امض بها وجبرئيل معك والنصر أمامك والرعب مبثوث في صدور القوم، واعلم يا علي انهم يجدون في كتابهم ان الذي يدمر عليهم اسمه إليا، فإذا لقيتهم فقل أنا علي بن أبي طالب فإنهم يخذلون إن شاء الله تعالى.
قال علي عليه السلام: فمضيت بها حتى أتيت الحصن، فخرج مرحب وعليه درع ومغفر وحجر قد نقبه مثل البيضة على رأسه وهو يقول:
قد علمت خيبر انى مرحب شاكي السلاح بطل مجرب فقلت:
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357