كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٢١٧
شكا بعد يقيني، فقال له صلى الله عليه وآله فما الذي حملك على ذلك؟ فقال إن لي أهلا بمكة ولا عشيرة لي بها، وخفت أن تكون الدائرة لهم علينا فيكون الكتاب كفا لهم عن أهلي، ويدا لي عليهم، ولم يكن لشك منى في الدين، فقال عمر:
يا رسول الله مرني بقتله فقد نافق، فقال: انه من أهل بدر ولعل الله اطلع عليهم فغفر لهم، أخرجوه من المسجد فجعل الناس يدفعونه في ظهره ويخرجونه وهو يلتفت إلى رسول الله ليرق له فرده وقال: قد عفوت عنك فاستغفر ربك ولا تعد لمثل ما جنيت.
وهذه المنقبة لاحقة بمناقبه عليه السلام وفيها من جده في اخراج الكتاب من الامرأة وعزيمته في ذلك، وان النبي صلى الله عليه وآله لم يثق في ذلك إلا به، وأنفذ الزبير معه لأنه في عداد بنى هاشم من قبل أمه صفية بنت عبد المطلب، فأراد أن يتولى سره أهله وكان للزبير شجاعة وفيه إقدام، ونسبه متصل بنسب أمير المؤمنين عليه السلام فعلم أنه يساعده على أمره وكان الزبير تابعا لعلي مع أنه خالف الصواب في تنزيهها من الكتاب، فتدارك ذلك علي عليه السلام وفي ذلك من الفضيلة والمنقبة ما تفرد به ولم يشاركه فيه أحد وقد ذكر هذه القضية بقريب من هذه الألفاظ جماعة غير المفيد.
وكان النبي صلى الله عليه وآله أعطى الراية يوم الفتح سعد بن عبادة، وأمره أن يدخل بها مكة أمامه فأخذها سعد وهو يقول:
اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة فقال بعض القوم للنبي صلى الله عليه وآله: أما تسمع ما يقول سعد؟ والله إنا نخاف أن تكون له اليوم صولة في قريش، فقال صلى الله عليه وآله: أدرك يا علي سعدا فخذ الراية منه وادخل بها أنت.
قلت: هكذا ذكره أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تاريخه،
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357