أو كما قال فما رجع حتى فتح الله على يديه.
وروى بسنده عن أبي رافع مولى رسول الله (ص) قال: خرجنا مع علي عليه السلام حين بعثه رسول الله (ص) برايته، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله، فقاتلهم فضربه رجل من اليهود فطرح ترسه من يده، فتناول علي عليه السلام بابا كان عند الحصن فرمى به عن نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله على يديه، ثم ألقاه من يده حين فرغ، فلقد رأيتني في نفر سبعة أثاثا منهم نجهد على أن نقلب الباب فلم نقلبه وقد ذكره أحمد بن حنبل في مسنده.
قال الشيخ المفيد: ثم تلت الحديبية خيبر، وكان الفتح فيها لأمير المؤمنين عليه السلام بلا ارتياب، فظهر من فضله عليه السلام في هذه الغزاة ما أجمع عليه نقلة الرواة وتفرد فيها بمناقب لم يشركه فيها أحد من الناس فروى محمد بن يحيى الأزدي عن مسعدة بن اليسع وعبيد الله بن عبد الرحيم، عن عبد الملك بن هشام، ومحمد بن إسحاق وغيرهم من أصحاب الآثار قالوا: لما دنا رسول الله صلى الله عليه وآله من خيبر قال للناس: قفوا فوقفوا فرفع يديه إلى السماء وقال: (اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن أسألك خير هذه القرية وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها) ثم نزل عليه السلام تحت شجرة وأقمنا بقية يومنا ومن غده فلما كان نصف النهار نادى منادى رسول الله صلى الله عليه وآله فاجتمعنا إليه، فإذا عنده رجل جالس فقال: إن هذا جاءني وأنا نائم فسل سيفي وقال: يا محمد من يمنعك منى اليوم؟ قلت: الله يمنعني منك، فشام السيف وهو جالس كما ترون ولا حراك فقلنا: يا رسول الله لعل في عقله شيئا قال: نعم دعوه، ثم صرفه ولم يعاقبه وحاصر خيبر بضعا وعشرين ليلة - وبضع في العدد بكسر الباء وبعض العرب يفتحها وهو ما بين الثلاث إلى التسع - وكانت الراية لأمير المؤمنين فعرض له