كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٢١٠
عن قائد مولى عبد الله بن سالم قال: لما خرج رسول الله في غزوة الحديبية نزل الجحفة فلم يجد بها ماءا فبعث سعد بن مالك بالروايا فغاب غير بعيد وعاد، وقال: ما أستطيع أن أمضى رعبا من القوم، فقال: اجلس ثم أنفذ رجلا آخر وكان حاله كذلك، فدعا عليا عليه السلام وأرسله فخرج وهم لا يشكون في رجوعه لما شاهدوا من صعوبة الحال، فخرج بالروايا وورد واستقى وعاد ولها زجل فكبر النبي صلى الله عليه وآله ودعا له بخير.
وفي هذه الغزاة أقبل سهيل بن عمرو إلى النبي (ص) فقال له: يا محمد أن أرقاءنا لحقوا بك فارددهم علينا، فغضب رسول الله (ص) حتى تبين الغضب في وجهه، ثم قال: لتنتهن يا معشر قريش أو ليبعثن الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه بالايمان، يضرب رقابكم على الدين، فقال بعض من حضر:
يا رسول الله أبو بكر؟ قال: لا قيل: عمر؟ قال: لا، ولكنه خاصف النعل في الحجرة فتبادروا إليها ليعرفوا من هو؟ فإذا هو أمير المؤمنين عليه السلام.
وقد روى جماعة ان عليا قص هذه القصة ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
وروى عن أبي جعفر عن أبيه عليهما السلام قال: انقطع شسع نعل رسول الله صلى الله عليه وآله فدفعها إلى علي يصلحها ثم مشى في نعل واحدة غلوة أو نحوها وأقبل على أصحابه فقال: إن منكم من يقاتل على التأويل كما يقاتل معي على التنزيل فقال أبو بكر: أنا ذاك يا رسول الله؟ فقال: لا، فقال عمر: فأنا؟
فقال: لا، فأمسكوا ونظر بعضهم إلى بعض فقال رسول الله (ص): لكنه خاصف النعل، وأومى إلى علي عليه السلام، فإنه يقاتل على التأويل إذا تركت سنتي ونبذت، وحرف كتاب الله وتكلم في الدين من ليس له ذلك، فيقاتلهم على إحياء دين الله.
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357