كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ١٦٥
وقد أمر بكنس بيت المال ورشه فقال: يا صفراء غري غيري، يا بيضاء غري غيري. ثم تمثل شعرا.
هذا جناي وخياره فيه إذ كل جان يده إلى فيه ومنه قال ابن الاعرابي: إن عليا دخل السوق وهو أمير المؤمنين فاشترى قميصا بثلاثة دراهم ونصف، فلبسه في السوق فطال أصابعه فقال للخياط: قصه، قال: فقصه، قال الخياط: أحوصه يا أمير المؤمنين؟ قال:
لا، ومشى والدرة على كتفه وهو يقول: شرعك ما بلغك المحل، شرعك ما بلغك المحل. - الحوص: الخياطة وشرعك: حسبك أي كفاك. - قال ابن طلحة: حقيقة العبادة هي الطاعة، وكل من أطاع الله بامتثال الأوامر واجتناب النواهي فهو عابد ولما كانت متعلقات الأوامر الصادرة من الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وآله متنوعة كانت العبادة متنوعة فمنها الصلاة، ومنها الصدقة، ومنها الصيام إلى غيرها من الأنواع، وفي كل ذلك كان علي عليه السلام غاية لا تدرك، وكان متحليا بها، مقبلا عليها حتى أدرك بمسارعته إلى طاعة الله ورسوله ما فات غيره، وقصر عنه سواه.
فإنه جمع بين الصلاة والصدقة، فتصدق وهو راكع في صلاته فجمع بينهما في وقت واحد، فأنزل الله تعالى فيه قرآنا تتلى آياته وتجلى بيناته.
قال أبو إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي في تفسيره يرفعه بسنده قال: بينا عبد الله بن عباس جالس على شفير زمزم يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله، إذ أقبل رجل متعمم بعمامة فجعل ابن عباس لا يقول، قال رسول الله صلى الله عليه وآله إلا قال الرجل: قال رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال ابن عباس: سألتك بالله من أنت؟
فكشف العمامة عن وجهه وقال: يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني أنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357