قال عباس بن مرداس البيت الذي كتبنا. ثم ارتحلوا عنهم فتفرقوا في البلدان فنزل آل جفنة بن عمرو بن عامر الشام، ونزلت الأوس والخزرج يثرب، ونزلت خزاعة مرا، ونزلت أزد السراة السراة، ونزلت أزد عمان عمان، ثم أرسل الله على السد السيل فهدمه، ففيه أنزل الله تبارك وتعالى على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم: " لقد كان لسبأ في مسكنهم آية، جنتان عن يمين وشمال، كلوا من رزق ربكم واشكروا له، بلدة طيبة ورب غفور فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم [15، 16 من سورة سبأ] ".
والعرم: السد، واحدته: عرمة، فيما حدثني أبو عبيدة.
وقال الأعشى: أعشى بنى قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار ابن معد - قال ابن هشام: ويقال: أفصى بن دعمي بن جديلة - واسم الأعشى ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة بن قيس ابن ثعلبة وفي ذاك للمؤتسي أسوة * ومأرب عفى عليها العرم رخام بنته لهم حمير * إذا جاء مواره لم يرم فأروى الزروع وأعنابها * على سعة ماؤهم إذا قسم فصاروا أيادي ما يقدرون * منه على شرب طفل فطم وهذه الأبيات في قصيدة له.
وقال أمية ابن أبي الصلت الثقفي - واسم ثقيف قسى بن منبه بن بكر ابن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس (عيلان) بن مضر بن نزار بن معد [بن عدنان]:
من سبأ الحاضرين مأرب إذ * يبنون من دون سيله العرما وهذا البيت في قصيدة له. وتروى للنابغة الجعدي، واسمه قيس بن عبد الله