قلت: فاذهبي إلى حناذى الشرى - قال ابن هشام: ويقال: حمى ذي الشرى - فتطهري منه.
[قال]: وكان ذو الشرى صنما لدوس، وكان الحمى حمى حموه له، [و] به وشل من ماء يهبط من جبل.
قال: فقالت: بأبي أنت وأمي، أتخشى على الصبية من ذي الشرى شيئا؟
قال: قلت: لا أنا ضامن لذلك، فذهبت فاغتسلت، ثم جاءت فعرضت عليها الاسلام، فأسلمت.
ثم دعوت دوسا إلى الاسلام فأبطئوا على، ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فقلت له: يا نبي الله، إنه قد غلبني على دوس الزنا (1)، فادع الله عليهم، فقال: اللهم اهد دوسا، ارجع إلى قومك فادعهم وأرفق بهم.
قال: فلم أزل بأرض دوس أدعوهم إلى الاسلام، حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ومضى بدر وأحد والخندق، ثم قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن أسلم معي من قومي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، حتى نزلت المدينة بسبعين أو ثمانين بيتا من دوس، ثم لحقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، فأسهم لنا مع المسلمين.
ثم لم أزل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا فتح الله عليه مكة، قال: قلت: يا رسول الله، ابعثني إلى ذي الكفين، صنم عمرو بن حممة حتى أحرقه.
قال ابن إسحاق: فخرج إليه، فجعل طفيل يوقد عليه النار ويقول:
يا ذا الكفين لست من عبادكا * ميلادنا أقدم من ميلادكا * إن حشوت النار في فؤادكا * قال: ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان معه بالمدينة حتى قبض الله رسوله صلى الله عليه وسلم. فلما ارتدت العرب خرج مع المسلمين، .