السيرة النبوية - ابن هشام الحميري - ج ١ - الصفحة ١٩٣
وسلم: ما أنا بفاعل، وما أنا بالذي يسأل ربه هذا، وما بعثت إليكم بهذا، ولكن الله بعثني بشيرا ونذيرا - أو كما قال - فإن تقبلوا ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه على أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم قالوا: فأسقط السماء علينا كسفا كما زعمت أن ربك إن شاء فعل، فإنا لا نؤمن لك إلا أن تفعل، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك إلى الله، إن شاء أن يفعله بكم فعل، قالوا: يا محمد، أفما علم ربك أنا سنجلس معك ونسألك عما سألناك عنه، ونطلب منك ما نطلب، فيتقدم إليك فيعلمك ما تراجعنا به، ويخبرك ما هو صانع في ذلك بنا، إذا لم نقبل منك ما جئتنا به! إنه قد بلغنا أنك إنما يعلمك هذا رجل باليمامة يقال له: الرحمن، وإنا والله نؤمن بالرحمن أبدا فقد أعذرنا إليك يا محمد، وإنا الله لا نتركك وما بلغت منا حتى نهلكك أو تهلكنا. وقال قائلهم: نحن نعبد الملائكة، وهي بنات الله. وقال قائلهم: لن نؤمن لك حتى تأتينا بالله والملائكة قبيلا.
فلما قالوا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم قام عنهم، وقام معه عبد الله ابن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم - وهو ابن عمته، فهو لعاتكة بنت عبد المطلب - فقال له: يا محمد، عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله منهم، ثم سألوك لأنفسهم أمورا ليعرفوا بها منزلتك من الله - كما تقول - ويصدقوك ويتبعوك فلم تفعل، ثم سألوك أن تأخذ لنفسك ما يعرفون به فضلك عليهم ومنزلتك من الله فلم تفعل، ثم سألوك أن تعجل لهم بعض ما تخوفهم به من العذاب فلم تفعل - أو كما قال له - فوالله لا أو من بك أبدا حتى تتخذ إلى السماء سلما، ثم ترقى فيه وأنا أنظر إليك حتى تأتيها، ثم تأتى معك [بصك معه] أربعة من الملائكة يشهدون لك أنك كما تقول، وأيم الله، لو فعلت ذلك ما ظننت أنى أصدقك، ثم انصرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله حزينا آسفا، لما فاته مما كان يطمع به من
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سرد النسب الذكي إلى آدم، مع الإشارة إلى اختلاف النسابين فيما وراء إبراهيم الخليل 1
2 سياقة النسب من ولد إسماعيل 2
3 أم إسماعيل كانت من مصر 3
4 اختلاف النسابين في قحطان، من ولد إسماعيل هو أم لا؟ 3
5 عك بن عدنان 4
6 أبناء معد بن عدنان 5
7 نسب النعمان بن المنذر 5
8 أمر عمرو بن عامر في خروجه من المن وقصة سد مأرب 6
9 أمر ربيعة بن نصر ملك اليمن، وقصة شق وسطيح الكاهنين معه 8
10 رؤيا ربيعة، وتأويل الكاهنين إياها 9
11 استيلاء أبي كرب تبان أسعد على ملك اليمن، وغزوه إلى يثرب 10
12 حبران من أخبار اليهود يصرفان تبعا عن غزو يثرب وإهلاك أهلها 12
13 مسير تبع إلى مكة معتزما هدم البيت العتيق، ثم وأمره بتطهيره، وكسوته إباه 13
14 سبيعة بنت الاحب تقول شعرا تعظم فيه حرمة مكة، وتأمر ابنها بحفظ محارمها، وتذكر له أمر تبع 14
15 تبع يهود إلى اليمن، ويأسر قومه بالدخول في اليهودية 15
16 ملك حسان بن تبع، وقتل أخيه عمرو إياه 16
17 وثوب لخنيعة ذي شناتر على ملك اليمن 17
18 ملك ذي نواس 18
19 ابتداء وقوع النصرانية بنجران 19
20 أمر عبد الله بن الثامر وقصة أصحاب الأخدود 21
21 أمر دوس ذي ثعلبان، وذهابه إلى قيصر الروم يستنجده على ذي نواس، وتملك الحبشة اليمن 24
22 أبرهة الأشرم الحبشي يغلب على أمر اليمن 27
23 قصة أصحاب الفيل، وحديث عن النسأة والنسئ، وما أنزل الله على رسوله في ذلك، وتفسيره 28
24 ما قيل في قصة أصحاب الفيل من الشعر 37
25 لعبد الله بن الزبعرى 38
26 لأبي قيس بن الأسلت الأنصاري 38
27 كلمة أخرى لأبي قيس بن الأسلت 39
28 لأبي الصلت بن أبى ربيعة الثقفي، وتروى لامية بن أبى الصلت 39
29 للفرزدق يذكر الفيل وجيشه من مدحة له في سليمان بن عبد الملك 40
30 خروج سيف بن ذي يزن، وملك وهرز الفارسي على اليمن 41
31 ذكر ما انتهى إليه أمر الفرس باليمن 45
32 قصة ملك الحضر، وهو حصن كان على شاطئ الفرات 47
33 ولد نزار بن معد بن عدنان وأولادهم، مع ذكر أمهاتهم 48
34 ولد الياس بن مضر بن نزار 49
35 قصة عمرو بن لحي، وهو أول من غير دين إبراهيم 50
36 ابتداء عبادة الأصنام في ولد إسماعيل 51
37 أصنام قوم نوح 51
38 أصنام قبائل العرب 52
39 أمر البحيرة والسائبة والوسيلة والحامي 57
40 عود إلى سياقة النسب الذكي 59
41 أمر سامة بن لؤي 64
42 أمر عرب عوف بن لؤي، ونقلته 65
43 أمر البسل 67
44 الجدرة 69
45 أولاد عبد المطلب بن هاشم 71
46 أم رسول الله وأمهاتها 72
47 مبتدأ احتفار بئر زمزم 72
48 أمر جرهم ودفن زمزم 73
49 استيلاء كنانة وخزاعة على البيت، ونفى جرهم 74
50 استبداد خزاعة بولاية البيت 76
51 تزوج قصي حي بنت جليل 76
52 كانت الإجازة من عرفة في صوفة 77
53 كانت الإفاضة من المزدلفة في عدوان 79
54 عامر بن الظرب العدواني حكم العرب 79
55 غلب قصي بن كلاب على أمر مكة 80
56 اختلاف قريش بعد قصي، وحلف المطيبين 85
57 حلف الفضول 87
58 هاشم بن عبد مناف يسن رحلتي الايلاف 88
59 أبناء هاشم بن عبد مناف 89
60 رثاء مطرود الخزاعي لهاشم بن عبد مناف 90
61 حفر زمزم، وما جرى فيها من الخلاف 92
62 ذكر ما كان لقريش من الآبار بمكة 96
63 نذر عبد المطلب ذبح ولده 98
64 زواج أبوى رسول الله، وذكر قصة المرأة المتعرضة لعبد الله بن عبد المطلب 101
65 مولد رسول الله، ورضاعه 103
66 حليمة السعدية، نسبها، وقصة أخذها سيد الرضعاء، وما لقيته من البركات 104
67 حديث شق بطن رسول الله 107
68 وفاء آمنة بنت وهب، وكفالة عبد المطلب لرسول الله 109
69 وفاة عبد المطلب، وما قيل في رثائه من الشعر 109
70 كفالة أبى طالب لرسول الله 116
71 قصة بحيرى الراهب مع رسول الله 116
72 حرب الفجار 119
73 زواج رسول الله بخديجة بنت خويلد 121
74 أولاد رسول الله 123
75 حديث ورقة بن نوفل مع خديجة 123
76 بنيان الكعبة، وحكم رسول الله في وضع الحجر الأسود 124
77 حديث الخمس 128
78 يوم جبلة 129
79 إخبار الكهان من العرب، والاخبار من يهود، ورهبان النصارى، برسول الله قبل مبعثه 132
80 حجب الشياطين عن استراق السمع 133
81 إنذار اليهود برسول الله ومبعثه 137
82 أمر الأربعة الذين كرهوا عبادة الأوثان في الجاهلية 146
83 ورقة بن نوفل، عبيد الله بن جحش 146
84 عثمان بن الحويرث، زيد بن عمرو ابن نفيل 147
85 صفة رسول لله من الإنجيل 152
86 مبعث رسول الله 153
87 ابتداء تنزيل القرآن 157
88 إسلام خديجة بنت خويلد 158
89 تنزيل سورة الضحى 159
90 ابتداء فرض الصلاة، وبيان أوقاتها 160
91 إسلام على بن أبي طالب 162
92 إسلام زيد بن حارثة 163
93 إسلام أبى بكر بن حارثة 163
94 إسلام أبى بكر الصديق 164
95 ذكر من دخل الاسلام بدعوة أبى بكر 165
96 ذكر السابقين الأولين إلى الاسلام 166
97 جهر رسول الله بالدعوة، ومباداته قومه 169
98 قريش تغضب لسب آلهتها 170
99 وفد قريش إلى أبى طالب يشكو رسول الله 171
100 بنو هاشم وبنو عبد المطلب يتكاتفون لنصرة الرسول 173
101 تحير الوليد لأبي طالب يتعوذ فيها بحرم مكة 176
102 تعليق ابن هشام على قصيدة أبي طالب 181
103 قصيدة لأبي قيس بن الأسلت في نصيحة قريش باتباع الرسول 182
104 حرب داحس والغبراء 184
105 حرب حاطب 184
106 بعض ما لقى رسول الله من أذى قومه 186
107 إسلام حمزة بن عبد المطلب 188
108 قول عتبة بن ربيعة في أمر رسول الله 189
109 ما دار بين رسول الله وصناديد قريش وتنزيل سورة الكهف، وتفسير بعض غريبها 191
110 أبو جهل يحاول قتل رسول الله فيعصمه الله مه 194
111 النضر بن الحارث بشهد للرسول ثم يندد به 195
112 قريش تبعث إلى يهود المدينة تسألهم عن رسول الله 196
113 تنزيل سورة الكهف، لتحقيق رسالة النبي 197
114 تنزيل آيات من القرآن للرد على مقالات بعض المشركين 203
115 أول من جهر بالقراءة بمكة عبد الله بن مسعود 206
116 استماع نفر من قريش تلاوة الرسول اختلافا 207
117 مظهر من حقد أبى جهل على رسول الله 208
118 عدوان المشركين على المستضعفين 209
119 قصة تعذيب بلال بن رباح، وبيان من أعتقهم أبو بكر الصديق 210
120 قصة آل ياسر 211
121 ذكر الهجرة الأولى إلى أرض الحبشة، وذكر المهاجرين إليها وأنسابهم 212
122 ما قيل من الشعر في الهجرة إلى الحبشة 220
123 إرسال قريش إلى النجاشي في طلب رد المهاجرين للحبشة من المسلمين 221
124 قصة ابتداء تملك النجاشي على الحبشة 226
125 ثورة على النجاشي، بسبب دفاعه عن المسلمين 228
126 إسلام عمر بن الخطاب، وأثره في نصرة المسلمين 228
127 قوة عمر في إيمانه وصلابته 233
128 خبر الصحيفة التي تعاقدت فيها قريش ضد بنى هاشم وبنى المطلب 234
129 قصيدة لأبي طالب 235
130 ذكر بعض ما لقى رسول الله من أذى قومه 237
131 ما نزل من القرآن في بعض مقالات المشركين 241
132 عودة بعض المهاجرين للحبشة إلى مكة وبيان من دخل مكة بحوار، ومن دخلها بغير جوار 245
133 الوليد بن المغيرة أجار عثمان بن مظعون، فرد عثمان جواره 247
134 أبو طالب أجار أبا سلمة بن عبد الأسد 248
135 ابن الدغنة أجار أبا بكر الصديق، وقد أراد الهجرة، فرد جواره عليه 249
136 حديث نقض صحيفة قريش 251
137 قصيدة لأبي طالب في نقض الصحيفة 253
138 حسان بن ثابت يرثى المطعم بن عدى ويثنى على موقفه في نقض الصحيفة 254
139 قصة إسلام الطفيل بن عمرو الدوسي 256
140 قصة وفادة الأعشى ميمون بن قيس على رسول الله، وصد قريش له 259
141 أمر رجل من أراش باع إبله لأبي جهل، فمطله بثمنها 261
142 أمر ركانة المطلبي ومصارعته رسول الله 262
143 مجئ وفد من النصارى إلى رسول الله وإيمانهم به 263
144 صناديد قريش يسخرون من ضعفة المسلمين، فينزل القرآن بمدحهم 264
145 نزول سورة الكوثر 265
146 نزول آيات من القرآن الكريم للرد على بعض مقالات المشركين 266