من بني عمار (1).
تنبيه:
قد أورد ابن سعد في الطبقات الكبرى (2) تراجم 850 تابعيا ممن نزل الكوفة، وابتنى كثير منهم دارا فيها، وتقلد بعضهم الوظائف الحكومية، وكان لأكثرهم المكانة العليا الروحية، والمنزلة السامية في الزعامة، وكلهم رواة محدثون تلقوا الحديث من الصحابة، وانتهلوا من المنبع الفياض باب مدينة العلم الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام)، كما أنه نزل الكوفة الجم الغفير من حفاظ الحديث، وممن تلقى العلم من الأئمة الهداة، كالحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد الباقر وجعفر الصادق وغيرهم من الأئمة (عليهم السلام)، لا سيما بعدما دخلوا الكوفة وبثوا العلم فيها، وخصوصا من روى عن الإمام الصادق (عليه السلام) يوم ازدهر العلم في عصره واتسع نطاقه، ويوم أتيحت له الفرص في الفترة بين انقراض دولة الأمويين واستفحال أمر بني العباس، وفي أولياتهم إذ لم يتفرغوا بعد إلى سحق الخطط الغير الملائمة لنزعاتهم، فنشر أحاديث جده النبي (صلى الله عليه وآله) وآبائه الهداة (عليهم السلام)، وبث علومه في أرجاء البسيطة، وقد صنف الحافظ أبو العباس ابن عقدة أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني الكوفي المتوفى سنة 333، كتابا في أسماء الرجال الذين رووا الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام)، فذكر ترجمة 4000 رجل، خرج فيه لكل رجل الحديث الذي رواه (3).