وعبيد الله هذا هو: عبيد الله بن المجمع بن خزيم الجعفي من أشراف الكوفة عربي صميم، وليس هو من أخوة أديم مولى جعفي، لما ذكرناه من قولنا: عربي صميم (1)، مع بعد الطبقة، والعجب من النجاشي (رحمه الله) كيف عد هذا من سلفنا الصالح وهو الذي خذل الحسين (عليه السلام) وقد مشى إليه يستنصره فأبى أن ينصره، وعرض عليه فرسه لينجو عليها فأعرض عنه الحسين (عليه السلام) وقال: «لا حاجة لنا فيك ولا في فرسك وما كنت متخذ المضلين عضدا» (2).
ثم إنه قام مع المختار في طلب الثأر ورجع مغاضبا لإبراهيم بن الأشتر، حيث استقل العطاء، وأغار على سواد الكوفة فنهب القرى وقتل العمال وأخذ الأموال ومضى إلى مصعب بن الزبير، وقصته معروفة (3)، وله في ذلك أشعار يتأسف فيها ويتلهف على ما فاته من نصر الحسين (عليه السلام) ومن أخذه بالثأر مع المختار (رضي الله عنه) (4).
قالوا: وتداخله من الندم شيء عظيم، حتى كادت نفسه تفيض، والرجل صحيح الاعتقاد سئ العمل، وقد يرجى له النجاة بحسن عقيدته وبحنو الحسين (عليه السلام) وتعطفه عليه، حيث أمره بالفرار من مكانه حتى لا يسمع الواعية فيكبه الله على وجهه في النار، والله أعلم بحقيقة حاله (5).
12 - بنو الياس البجلي منهم: أبو الياس عمرو بن الياس، من أصحاب الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) وروى عنهما (عليهما السلام)، له كتاب رواه عنه ابن جبلة، وابنه الياس بن عمرو شيخ من أصحاب الصادق (عليه السلام) متحقق بهذا الأمر، له كتاب رواه عنه الحسن بن علي الأشعري، وهو جد الحسن بن علي ابن بنت الياس المعروف بذلك وبالوشا والخزاز، وأولاد الياس بن عمرو وهم: عمرو، ويعقوب، ورقيم، ثقات رووا عن أبي