ويقول ابن الأثير في حوادث سنة 485: سار الحجاج هذه السنة من بغداد فقدموا الكوفة، ورحلوا منها فخرجت عليهم خفاجة، وقد طمعوا بموت السلطان ملكشاه ابن ألب أرسلان وبعد العسكر، فأوقعوا بهم وقتلوا أكثر الجند الذين معهم وانهزم باقيهم، ونهبوا الحجاج وقصدوا الكوفة فدخلوها وأغاروا عليها، وقتلوا في أهلها، فرماهم الناس بالنشاب فخرجوا بعد أن نهبوا، وأخذوا ثياب من لقوه من الرجال والنساء، فوصل الخبر إلى بغداد فسيرت العساكر منها، فلما سمع بهم بنو خفاجة انهزموا، فأدركهم العسكر فقتل منهم خلق كثير ونهبت أموالهم، وضعفت خفاجة بعد هذه الوقعة (1).
هذه أهم الحوادث التي وصلت إلينا بالتتبع والاستقراء قدر الجهد والطاقة، معتمدين في نقلها على أهم المصادر الوثيقة، ولعله قد فاتنا البعض مما لم نهتد إليه فإن أصبنا الهدف فذلك غاية ما كنا نتمناه، وإن فاتنا ذلك فإنه عن قصور وقصر باع، وفوق كل ذي علم عليم.