البداية والنهاية - ابن كثير - ج ٥ - الصفحة ٣٧٢
الأرقم. وقال البيهقي: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا الفضل بن محمد البيهقي، ثنا عبد الله بن صالح، ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن القاسم بن محمد، عن عبد الله بن عمر قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم كتاب رجل، فقال لعبد الله بن الأرقم " أجب عني " فكتب جوابه ثم قرأه عليه، فقال " أصبت وأحسنت، اللهم وفقه " قال فلما ولي عمر كان يشاوره. وقد روى عن عمر بن الخطاب أنه قال: ما رأيت أخشى لله منه - يعني في العمال - أضر رضي الله عنه قبل وفاته.
ومنهم رضي الله عنهم عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري الخزرجي، صاحب الاذان، أسلم قديما فشهد عقبة السبعين، وحضر بدرا وما بعدها، ومن أكبر مناقبه رؤيته الأذان والإقامة في النوم، وعرضه ذلك على رسول الله وتقريره عليه، وقوله له " إنها لرؤيا حق فألقه على بلال، فإنه أندى صوتا منك " وقد قدمنا الحديث بذلك في موضعه. وقد روى الواقدي بأسانيده عن ابن عباس أنه كتب كتابا لمن أسلم من جرش فيه، الامر لهم بإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وإعطاء خمس المغنم. وقد توفي رضي الله عنه سنة اثنتين وثلاثين عن أربع وستين سنة، وصلى عليه عثمان بن عفان رضي الله عنه.
ومنهم رضي الله عنهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح، القرشي العامري، أخو عثمان لامه من الرضاعة. أرضعته أم عثمان. وكتب الوحي ثم ارتد عن الاسلام ولحق بالمشركين بمكة، فلما فتحها رسول الله صلى الله عليه وسلم - وكان قد أهدر دمه فيمن أهدر من الدماء - فجاء إلى عثمان بن عفان فاستأمن له، فأمنه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قدمنا في غزوة الفتح، ثم حسن إسلام عبد الله بن سعد جدا. قال أبو داود: حدثنا أحمد بن محمد المروزي، ثنا علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه عن يزيد النحوي، عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان عبد الله بن سعد بن أبي سرح يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم، فأزله الشيطان فلحق بالكفار، فأمر به رسول الله أن يقتل، فاستجار له عثمان بن عفان فأجاره رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورواه النسائي من حديث علي بن الحسين بن واقد به.
قلت: وكان على ميمنة عمرو بن العاص حين افتتح عمرو مصر سنة عشرين في الدولة العمرية فاستناب عمر بن الخطاب عمرا عليها، فلما صارت الخلافة إلى عثمان عزل عنها عمرو بن العاص وولي عليها عبد الله بن سعد سنة خمس وعشرين، وأمره بغزو بلاد أفريقية فغزاها ففتحها، وحصل للجيش منها مال عظيم كان قسم الغنيمة لكل فارس من الجيش ثلاثة آلاف مثقال من ذهب، وللراجل ألف مثقال. وكان معه في جيشه هذا ثلاثة من العبادلة، عبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، ثم غزا عبد الله بن سعد بعد أفريقية الأساود من أرض النوبة فهادنهم فهي إلى اليوم، وذلك سنة إحدى وثلاثين. ثم غزا غزوة الصواري في البحر إلى الروم وهي غزوة عظيمة كما سيأتي بيانها في موضعها إن شاء الله. فلما اختلف الناس على عثمان خرج من مصر واستناب عليها ليذهب إلى عثمان لينصره. فلما قتل عثمان أقام بعسقلان - وقيل بالرملة -
(٣٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سنة تسع من الهجرة 5
2 ذكر غزوة تبوك في رجب منها 5
3 فصل 8
4 فيمن تخلف معذورا من البكائين وغيرهم 8
5 فصل 10
6 مروره (ص) في ذهابه إلى تبوك بمساكن ثمود بالحجر 14
7 نخلة هناك 17
8 الصلاة على معاوية بن أبي معاوية 18
9 قدوم رسول قيصر إلى رسول الله (ص) بتبوك 19
10 مصاحبته (ع) ملك أيلة وأهل جرباء وأذرح قبل رجوعه من تبوك 21
11 بعثه (ع) خالد بن الوليد إلى أكيدر دومة 21
12 فصل 23
13 قصة مسجد الضرار 26
14 ذكر أقوام تخلفوا من العصاة غير هؤلاء 32
15 ما كان من الحوادث بعد منصرفه من تبوك 33
16 قدوم وفد ثقيف على رسول الله (ص) 35
17 موت عبد الله بن أبي، قبحه الله 42
18 فصل 43
19 ذكر بعث رسول الله (ص) أبا بكر الصديق أميرا على الحج سنة تسع ونزول سورة براءة 44
20 فصل 47
21 كتاب الوفود الواردين إلى رسول الله (ص) 49
22 حديث في فضل بني تميم 55
23 وفد بني عبد القيس 56
24 قصة تمامة ووفد بني حنيفة ومعهم مسيلمة الكذاب 59
25 وفد أهل نجران 63
26 وفد بني عامر وقصة عامر بن الطفيل واربد بن مقيس 68
27 قدوم ضمام بن ثعلبة وافدا على قومه 72
28 فصل 74
29 وفد طيء مع زيد الخيل رضي الله عنه 74
30 قصة عدي بن حاتم الطائي 75
31 قصة دوس والصقيل بن عمرو 80
32 قدوم الأشعريين وأهل اليمن 81
33 قصة عمان والبحرين 82
34 وفود فروة بن مسيك المرادي إلى الله (ص) 83
35 قدوم عمرو بن معد يكرب في أناس من زبيد 84
36 قدوم الأشعث بن قيس في وفد كندة 85
37 قدوم أعشى بن مازن على النبي (ص) 86
38 قدوم رسول ملوك حمير إلى رسول الله (ص) 88
39 قدوم جرير بن عبد الله البجلي وإسلامه 91
40 وفادة وائل بن حجر بن ربيعة بن وائل بن يعمر الحضرمي بن هنيد أحد ملوك اليمن على رسول الله (ص) 93
41 وفادة لقيط بن عامر المنتفق أبي رزين العقيلي إلى رسول الله (ص) 94
42 وفادة زياد بن الحارث رضي الله عنه 97
43 وفادة الحارث بن حسان البكري إلى رسول الله (ص) 99
44 وفادة عبد الرحمن بن أبي عقيل مع قومه 99
45 قدوم طارق بن عبد الله وأصحابه 100
46 قدوم وافد فروة بن عمرو الجذامي صاحب بلاد معان 101
47 قدوم تميم الداري على رسول الله (ص) 101
48 في خروج النبي (ص) وإيمان من آمن به 102
49 وفد بني أسد 102
50 وفد بني عبس 103
51 وفد بني فزارة 103
52 وفد بني مرة 103
53 وفد بني ثعلبة 104
54 وفد بني محارب 104
55 وفد بني كلاب 104
56 وفد بني رؤاس من كلاب 105
57 وفد بني عقيل بن كعب 105
58 وفد بني قشير بن كعب 105
59 وفد بني البكاء 105
60 وفد كنانة 106
61 وفد أشجع 106
62 وفد باهلة 106
63 وفد بني سليم 107
64 وفد بني هلال بن عامر 107
65 وفد بني بكر بن وائل 108
66 وفد بني تغلب 108
67 وفادات أهل اليمن 108
68 وفد تجيب 108
69 وفد خولان 108
70 وفد جعفي 109
71 في قدوم وفد الأزد على رسول الله (ص) 109
72 ثم ذكر: وفد كندة 110
73 وفد الصدف 110
74 وفد خشين 110
75 وفد بني سعد 110
76 وفد السباع 111
77 فصل 112
78 سنة عشره من الهجرة 114
79 باب بعث رسول الله خالد بن الوليد 114
80 بعث رسول الله (ص) الأمراء إلى أهل اليمن 115
81 باب بعث رسول الله (ص) علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد إلى اليمن قبل حجة الوداع 120
82 كتاب حجة الوداع في سنة عشر ويقال لها حجة البلاغ وحجة الإسلام وحجة الوداع 125
83 باب 126
84 باب 127
85 خروجه (ع) من المدينة لحجة الوداع بعد ما استعمل عليها أبا دجانة سماك بن حرشة الساعدي ويقال سباع بن عرفطة الغفاري 127
86 باب 129
87 صفة خروجه (ع) من المدينة إلى مكة للحج 129
88 باب 134
89 بيان الموضع الذي أهل منه (ع) واختلاف الناقلين لذلك وترجيح الحق في ذلك 134
90 باب 138
91 بسط البيان لما أحرم به (ع) في حجته هذه الأفراد والتمتع أو القران 138
92 ذكر ما قاله أنه (ص) حج متمتعا 141
93 ذكر حجة من ذهب إلى أنه (ع) كان قارنا 145
94 فصل 157
95 فصل 158
96 ذكر تلبية رسول الله (ص) 161
97 فصل 164
98 ذكر الأماكن التي صلى فيها (ص) وهو ذاهب من المدينة إلى مكة في عمرته وحجته 167
99 باب 169
100 دخول النبي (ص) إلى مكة شرفها الله عز وجل 169
101 صفة طوافه صلوات الله وسلامه عليه 171
102 ذكر رمله عليه الصلاة والسلام في طوافه واضطباعه 174
103 ذكر طوافه (ص) بين الصفا والمروة 178
104 فصل 183
105 فصل 184
106 فصل 185
107 فصل 185
108 فصل 186
109 فصل 192
110 ذكر ما نزل على رسول الله من الوحي في هذا الموقف 195
111 ذكر افاضته (ع) من عرفات إلى المشعر الحرام 195
112 فصل 199
113 ذكر تلبيته (ع) بالمزدلفة 202
114 فصل 202
115 ذكر رميه (ع) جمرة العقبة وحدها يوم النحر وكيف رماها ومتى رماها ومن أي موضع رماها وبكم رماها وقطعه التلبية حين رماها 204
116 فصل 206
117 صفة حلقه رأسه الكريم عليه الصلاة والتسليم 207
118 فصل 208
119 ذكر إفاضته (ص) إلى البيت العتيق 209
120 فصل 212
121 فصل 212
122 فصل 213
123 فصل 218
124 فصل 220
125 حديث الرسول (ص) يزور البيت كل ليلة من ليالي منى 222
126 فصل 222
127 فصل 226
128 فصل 227
129 سنة إحدى عشرة من الهجرة 233
130 فصل 234
131 في الآيات والأحاديث المنذرة بوفاة رسول الله (ص) وكيف ابتدئ رسول الله (ص) بمرضه الذي مات فيه 234
132 ذكر أمره (ع) أبا بكر الصديق رضي الله عنه أن يصلي بالصحابة أجمعين 252
133 إحتضاره ووفاته (ع) 257
134 فصل 257
135 في ذكر أمور مهمة وقعت بعد وفاته (ص) وقبل دفنه 264
136 قصة سقيفة بني ساعدة 265
137 اعتراف سعد بن عبادة بصحة ما قاله الصديق يوم السقيفة 268
138 فصل 270
139 فصل 275
140 في ذكر الوقت الذي توفي فيه 275
141 صفة غسله (ع) كيفية الصلاة عليه (ص) 280
142 صفة كفنه عليه الصلاة والسلام 283
143 كيفية الصلاة عليه (ص) 285
144 صفة دفنه عليه (ع) وأين دفن 286
145 آخر الناس به عهدا عليه الصلاة والسلام 290
146 متى وقع دفنه عليه الصلاة والسلام 291
147 صفة قبره عليه الصلاة والسلام 293
148 النبي (ص) 293
149 أبو بكر رضي الله عنه 293
150 عمر رضي الله عنه 293
151 ما أصاب المسلمين من المصيبة بوفاته (ص) 294
152 ما ورد من التعزية به عليه الصلاة والسلام 297
153 فصل 299
154 فيما روي من معرفة أهل الكتاب بيوم وفاته (ص) 299
155 فصل 300
156 فصل 301
157 باب 303
158 باب 306
159 بيان أنه (ع) قال لا نورث 306
160 بيان رواية الجماعة لما رواه الصديق وموافقتهم على ذلك 308
161 فصل 311
162 فصل 312
163 زوجاته صلوات الله وسلامه عليه وأولاده (ص) 312
164 فصل 322
165 فيمن خطبها (ع) ولم يعقد عليها 322
166 فصل 324
167 في ذكر سراريه (ع) 324
168 فصل 328
169 في ذكر أولاده عليه الصلاة والسلام 328
170 باب 332
171 ذكر عبيده عليه الصلاة والسلام وخدمه وكتابه وأمنائه 332
172 وأما إماؤه (ع) 346
173 فصل 353
174 وأما خدامه (ص) الذين خدموه من الصحابة من غير مواليه فمنهم انس بن مالك 353
175 فصل 361
176 أما كتاب الوحي وغيره بين يديه صلوات الله وسلامه عليه ورضي عنهم أجمعين 361
177 فصل 377