الحج؟ قال: باهلال كإهلال النبي صلى الله عليه وسلم قال: فإن معي الهدي فلا تحل، فكان جماعة الهدي الذي جاء به علي من اليمن والذي أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة واشتراه في الطريق مائة من الإبل واشتركا في الهدي جميعا. وقد تقدم هذا كله في صحيح مسلم رحمه الله. وهذا التقرير يرد الرواية التي ذكرها الحافظ أبو القاسم الطبراني رحمه الله من حديث عكرمة عن ابن عباس. أن عليا تلقى النبي صلى الله عليه وسلم إلى الجحفة والله أعلم. وكان أبو موسى في جملة من قدم مع علي ولكنه لم يسق هديا فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يحل بعد ما طاف للعمرة وسعى ففسخ حجه إلى العمرة وصار متمتعا فكان يفتي بذلك في أثنا خلافة عمر بن الخطاب، فلما رأى عمر بن الخطاب أن يفرد الحج عن العمرة ترك فتياه مهابة لأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وأرضاه. وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه. قال: رأيت بلالا يؤذن ويدور، ويتبع فاه هاهنا وهاهنا وإصبعاه في أذنه. قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة له حمراء أراها من أدم.
قال: فخرج بلال بين يديه بالعنزة (1) فركزها فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال عبد الرزاق وسمعته بمكة قال: بالبطحاء يمر بين يديه الكلب والمرأة والحمار وعليه حلة حمراء كأني انظر إلى بريق ساقيه قال سفيان: نراها حبرة. وقال أحمد: ثنا وكيع، ثنا سفيان عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه. قال:
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بالأبطح وهو في قبة له حمراء، فخرج بلال بفضل وضوئه فمن ناضح ونائل.
قال: فأذن بلال فكنت أتتبع فاه هكذا وهكذا - يعني يمينا وشمالا - قال ثم ركزت له عنزة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه جبة له حمراء أو حلة حمراء وكأني انظر إلى بريق ساقيه، فصلى بنا إلى عنزة الظهر أو العصر ركعتين، تمر المرأة والكلب والحمار لا يمنع ثم لم يزل يصلي ركعتين حتى أتى المدينة. وقال مرة: فصلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين وأخرجاه في الصحيحين من حديث سفيان الثوري. وقال أحمد أيضا: ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة وحجاج عن الحكم سمعت أبا جحيفة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة إلى البطحاء فتوضأ وصلى الظهر ركعتين وبين يديه عنزة، وزاد فيه عون عن أبيه عن أبي جحيفة وكان يمر من ورائنا الحمار والمرأة. قال: حجاج في الحديث ثم قام الناس فجعلوا يأخذون يده فيمسحون بها وجوههم. قال، فأخذت يده فوضعتها على وجهي فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب ريحا من المسك. وقد أخرجه صاحبا الصحيح من حديث شعبة بتمامه.
فصل فأقام عليه السلام بالأبطح كما قدمنا، يوم الأحد ويوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء.
وقد حل الناس إلا من ساق الهدي وقدم في هذه الأيام علي بن أبي طالب من اليمن بمن معه من المسلمين وما معه من الأموال، ولم يعد عليه السلام إلى الكعبة بعد ما طاف بها، فلما أصبح عليه