وكان هجرها في شأن صفية بنت حيي ذا الحجة والمحرم وصفر، فلما كان شهر ربيع الأول الذي قبض فيه رضي عن زينب ودخل عليها، فقالت ما أدري ما أجزيك؟ فوهبتها له صلى الله عليه وسلم. روى سيف بن عمر: عن سعيد بن عبد الله عن ابن أبي مليكة عن عائشة. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقسم لمارية وريحانة مرة، ويتركهما مرة. وقال أبو نعيم: قال أبو محمد بن عمر الواقدي: توفيت ريحانة سنة عشرة وصلى عليها عمر بن الخطاب ودفنها بالبقيع ولله الحمد.
فصل في ذكر أولاده عليه الصلاة والسلام لا خلاف أن جميع أولاده من خديجة بنت خويلد سوى إبراهيم فمن مارية بنت شمعون القبطية، قال محمد بن سعد: أنبأنا هشام بن الكلبي أخبرني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس.
قال: كان أكبر (1) ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم القاسم، ثم زينب (2)، ثم عبد الله، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية، فمات القاسم - وهو أول ميت من ولده بمكة - ثم مات عبد الله فقال العاص بن وائل السهمي: قد انقطع نسله فهو أبتر، فأنزل الله عز وجل * (إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر) * قال ثم ولدت له مارية بالمدينة إبراهيم في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة، فمات ابن ثمانية عشر شهرا. وقال أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري: ثنا عبد الباقي بن نافع، ثنا محمد بن زكريا، ثنا العباس بن بكار: حدثني محمد بن زياد والفرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس قال: ولدت خديجة من النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن محمد، ثم أبطأ عليه الولد من بعده، فبينا رسول الله يكلم رجلا والعاص بن وائل ينظر إليه إذ قال له رجل من هذا؟ قال له هذا الأبتر. وكانت قريش إذا ولد للرجل ثم أبطأ عليه الولد من بعده قالوا هذا الأبتر، فأنزل الله * (إن شانئك هو الأبتر) * أي مبغضك هو الأبتر من كل خير. قال ثم ولدت له زينب، ثم ولدت له رقية، ثم ولدت له القاسم، ثم ولدت الطاهر، ثم ولدت المطهر، ثم ولدت الطيب، ثم ولدت المطيب، ثم ولدت أم كلثوم، ثم ولدت فاطمة. وكانت أصغرهم. وكانت خديجة إذا ولدت ولدا دفعته إلى من يرضعه. فلما ولدت فاطمة لم يرضعها غيرها. وقال الهيثم بن عدي:
حدثنا هشام بن عروة، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم ابنان، طاهر والطيب.
وكان يسمي أحدهما عبد شمس. والآخر عبد العزى وهذا فيه نكارة. والله أعلم. وقال محمد بن عائذ: أخبرني الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، أن خديجة ولدت القاسم والطيب والطاهر ومطهر وزينب ورقية وفاطمة وأم كلثوم. وقال الزبير بن بكار: أخبرني عمي مصعب بن