قدوم تميم الداري على رسول الله صلى الله عليه وسلم في خروج النبي صلى الله عليه وسلم وإيمان من آمن به أخبرنا أبو عبد الله سهل بن محمد بن نصرويه المروزي بنيسابور، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن القاضي، أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان، حدثنا يحيى بن جعفر بن الزبير، أنبأنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، سمعت غيلان بن جرير يحدث عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس، قالت: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم تميم الداري فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ركب البحر فتاهت به سفينته فسقطوا إلى جزيرة فخرجوا إليها يلتمسون الماء فلقي إنسانا يجر شعره، فقال له: من أنت؟ قال: أنا الجساسة (1) قالوا: فأخبرنا، قال: لا أخبركم ولكن عليكم بهذه الجزيرة، فدخلناها فإذا رجل مقيد، فقال: من أنتم؟ قلنا ناس من العرب، قال: ما فعل هذا النبي الذي خرج فيكم؟ قلنا: قد آمن به الناس واتبعوه وصدقوه. قال: ذلك خير لهم، قال: أفلا تخبروني عن عين زغر (2) ما فعلت؟ فأخبرناه عنها، فوثب وثبة كاد أن يخرج من وراء الجدار، ثم قال: ما فعل نخل بيسان هل أطعم بعد، فأخبرناه أنه قد أطعم، فوثب مثلها ثم قال: أما لو قد أذن لي في الخروج لوطئت البلاد كلها غير طيبة. قالت: فأخرجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدث الناس، فقال: هذه طيبة وذاك الدجال (3) وقد روى هذا الحديث الإمام أحمد ومسلم وأهل السنن، من طرق عن عامر بن شراحيل الشعبي، عن فاطمة بنت قيس وقد أورد له الإمام أحمد شاهدا من رواية أبي هريرة وعائشة أم المؤمنين وسيأتي هذا الحديث بطرقه وألفاظه في كتاب الفتن. وذكر الواقدي وفد الدارين من لخم وكانوا عشرة.
وفد بني أسد وهكذا ذكر الواقدي: أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول سنة تسع وفد بني أسد وكانوا عشرة، منهم ضرار بن الأزور، ووابصة بن معبد، وطليحة بن خويلد الذي ادعى النبوة بعد ذلك ثم أسلم وحسن إسلامه، ونفادة بن عبد الله بن خلف (4). فقال له رئيسهم: حضرمي بن عامر يا رسول الله أتيناك نتدرع الليل البهيم، في سنة شهباء، ولم تبعث إلينا بعثا. فنزل فيهم * (يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للاسلام إن كنتم صادقين) * [الحجرات: 17]. وكان فيهم قبيلة يقال لهم بنو الرتية (5) فغير اسمهم فقال أنتم بنو