كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصة، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم ثم رجع إلى قومه فدعاهم إلى الله فقالوا: حتى نصيب من بني عقيل مثل ما أصابوا منا، فذكر مقتلة كانت بينهم وأن عمرو بن مالك هذا قتل رجلا من بني عقيل قال: فشددت يدي في غل وأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغه ما صنعت فقال لئن أتاني لأضرب ما فوق الغل من يده فلما جئت سلمت فلم يرد علي السلام وأعرض فأتيته عن يمينه فأعرض عني فأتيته عن يساره فأعرض عني فأتيته من قبل وجهه فقلت يا رسول الله إن الرب عز وجل ليرتضى فيرضى فأرض عني رضي الله عنك. قال: " قد رضيت ".
وفد بني عقيل بن كعب ذكر الواقدي: أنهم قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقطعهم العقيق - عقيق بني عقيل - وهي أرض فيها نخيل وعيون وكتب بذلك كتابا: " بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى محمد رسول الله ربيعا ومطرفا وأنسا (1)، أعطاهم العقيق ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وسمعوا وطاعوا، ولم يعطهم حقا لمسلم ". فكان الكتاب في يد مطرف. قال: وقدم عليه أيضا لقيط بن عامر بن المنتفق بن عامر بن عقيل وهو أبو رزين فأعطاه ماء يقال له النظيم وبايعه على قومه، وقد قدمنا قدومه وقصته وحديثه بطوله ولله الحمد والمنة.
وفد بني قشير بن كعب وذلك قبل حجة الوداع، وقبل (2) حنين، فذكر فيهم، قرة بن هبيرة بن [عامر بن] (3) سلمة الخير بن قشير فأسلم فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكساه بردا وأمره أن يلي صدقات قومه فقال قرة حين رجع:
حباها رسول الله إذ نزلت به * وأمكنها من نائل غير منفد فأضحت بروض الخضر وهي حثيثة * وقد أنجحت حاجاتها من محمد عليها فتى لا يردف الذم رجله * يروى لأمر العاجز المتردد (4) وفد بني البكاء ذكر أنهم قدموا سنة تسع وأنهم كانوا ثلاثين رجلا، فيهم معاوية بن ثور بن عبادة بن البكاء