وهو يومئذ ابن مائة سنة ومعه ابن له يقال له بشر فقال: يا رسول الله إني أتبرك بمسك، وقد كبرت وابني هذا بر بي فامسح وجهه، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه وأعطاه أعنزا عفرا وبرك عليهن، فكانوا لا يصيبهم بعد ذلك قحط ولا سنة. وقال: محمد بن بشر بن معاوية في ذلك:
وأبي الذي مسح الرسول برأسه * ودعا له بالخير والبركات أعطاه أحمد إذ أتاه أعنزا * عفرا نواحل لسن باللحيات (1) يملأن وفد الحي كل عشية * ويعود ذاك الملء بالغدوات بوركن من منح وبورك مانحا * وعليه منى ما حييت صلاتي وفد كنانة روى الواقدي بأسانيده: أن واثلة بن الأسقع الليثي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتجهز إلى تبوك فصلى معه الصبح، ثم رجع إلى قومه فدعاهم وأخبرهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال أبوه:
والله لا أحملك أبدا وسمعت أخته كلامه فأسلمت وجهزته حتى سار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك وهو راكب على بعير لكعب بن عجرة، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع خالد إلى أكيدر دومة فلما رجعوا عرض واثلة على كعب بن عجرة ما كان شارطه عليه من سهم الغنيمة فقال له كعب إنما حملتك لله عز وجل.
وفد أشجع ذكر الواقدي: أنهم قدموا عام الخندق، وهم مائة رجل ورئيسهم مسعود (2) بن رخيلة فنزلوا شعب سلع فخرج إليهم رسول الله وأمر لهم بأحمال التمر، ويقال بل قدموا بعد ما فرغ من بني قريظة وكانوا سبع مائة رجل فوادعهم ورجعوا ثم أسلموا بعد ذلك.
وفد باهلة قدم رئيسهم مطرف بن الكاهن (3) بعد الفتح فأسلم. وأخذ لقومه أمانا وكتب له كتابا فيه