وكنت إذا رأيت أبا عمير * ترى الحولاء من خبث وغدر قلت: ثم رجعت إلى الاسلام وحسن إسلامه وشهد فتوحات كثيرة في أيام الصديق وعمر الفاروق رضي الله عنهما وكان من الشجعان المذكورين والابطال المشهورين والشعراء المجيدين توفي سنة إحدى وعشرين بعدما شهد فتح نهاوند وقيل بل شهد القادسية وقتل يومئذ قال أبو عمر بن عبد البر وكان وفوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة تسع وقيل سنة عشر فيما ذكره ابن إسحاق والواقدي. قلت: وفي كلام الشافعي ما يدل عليه. فالله أعلم. قال يونس عن ابن إسحاق: وقد قيل إن عمرو بن معدي كرب لم يأت النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال في ذلك:
إنني بالنبي موقنة نفسي * وإن لم أر النبي عيانا سيد العالمين طرا وأدناهم * إلى الله حين بان مكانا جاء بالناموس من لدن الله * وكان الأمين فيه المعانا حكمة بعد حكمه وضياء * فاهتدينا بنورها من عمانا وركبنا السبيل حين ركبناه * جديدا بكرهنا ورضانا وعبدنا الاله حقا وكنا * للجهالات نعبد الأوثانا وائتلفنا به وكنا عدوا * فرجعنا به معنا إخوانا فعليه السلام والسلام منا * حيث كنا من البلاد وكانا إن نكن لم نر النبي فإنا * قد تبعنا سبيله إيمانا قدوم الأشعث بن قيس في وفد كندة قال ابن إسحاق وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الأشعث بن قيس، في وفد كندة فحدثني الزهري أنه قدم في ثمانين راكبا من كندة، فدخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده قد رجلوا جممهم وتكحلوا عليهم جبب الحبرة، قد كففوها بالحرير، فلما دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم: ألم تسلموا؟
قالوا: بلى! قال فما بال هذا الحرير في أعناقكم؟ قال: فشقوه منها فألقوه. ثم قال له الأشعث بن قيس: يا رسول الله نحن بنوا آكل المرار وأنت ابن آكل المرار، قال، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ناسبوا بهذا النسب العباس بن عبد المطلب، وربيعة بن الحارث، وكانا تاجرين إذا شاعا (1) في العرب فسئلا ممن أنتما؟ قالا: نحن بنو آكل المرار يعني ينسبان إلى كندة ليعزا في تلك البلاد لان كندة كانوا ملوكا، فاعتقدت كندة أن قريشا منهم لقول عباس وربيعة نحن بنو آكل المرار وهو الحارث بن عمرو (2) بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن