الوليد رضي الله عنه. والظاهر أن اسلام جرير رضي الله عنه كان متأخرا عن الفتح (1) بمقدار جيد. فإن الإمام أحمد قال: حدثنا هشام بن القاسم، حدثنا زياد بن عبد الله بن علاثة بن عبد الكريم بن مالك الجزري عن مجاهد عن جرير بن عبد الله البجلي. قال: إنما أسلمت بعدما أنزلت المائدة وأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح بعدما أسلمت. تفرد به أحمد وهو إسناد جيد اللهم إلا أن يكون منقطعا بين مجاهد وبينه، وثبت في الصحيحين أن أصحاب عبد الله بن مسعود كان يعجبهم حديث جرير في مسح الخف لان إسلام جرير إنما كان بعد نزول المائدة، وسيأتي في حجة الوداع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له استنصت الناس يا جرير وإنما أمره بذلك لأنه كان صبيا وكان ذا شكل عظيم كانت نعله طولها ذراع، وكان من أحسن الناس وجها وكان مع هذا من أغض الناس طرفا. ولهذا روينا في الحديث الصحيح عنه أنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فقال أطرق بصرك.
وفادة وائل بن حجر بن ربيعة بن وائل بن يعمر الحضرمي ابن (2) هنيد أحد ملوك اليمن على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو عمر بن عبد البر: كان أحد أقيال حضرموت وكان أبوه من ملوكهم، ويقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر أصحابه قبل قدومه به وقال يأتيكم بقية أبناء الملوك فلما دخل رحب به، وأدناه من نفسه وقرب مجلسه وبسط له رداءه وقال: " اللهم بارك في وائل وولده وولده ولده " واستعمله على الأقيال من حضرموت وكتب معه ثلاث كتب، منها كتاب إلى المهاجر بن أبي أمية. وكتاب إلى الأقيال والعباهلة وأقطعه أرضا وأرسل معه معاوية بن أبي سفيان. فخرج معه راجلا فشكى إليه حر الرمضاء فقال: انتعل ظل الناقة فقال: وما يغني عني ذلك لو جعلتني ردفا. فقال له وائل:
اسكت فلست من أرداف الملوك ثم عاش وائل بن حجر حتى وفد على معاوية وهو أمير المؤمنين فعرفه معاوية فرحب به وقربه وأدناه وأذكره الحديث وعرض عليه جائزة سنية فأبى أن يأخذها، وقال أعطها من هو أحوج إليها مني (3). وأورد الحافظ البيهقي بعض هذا وأشار إلى أن البخاري