قلت: ومن هذا الوجه رواه الحافظ أبو عبد الرحمن النسائي في سننه مطولا، وأبو داود في كتاب المراسيل وقد ذكرت ذلك بأسانيده وألفاظه في السنن ولله الحمد والمنة، وسنذكر بعد الوفود بعث النبي صلى الله عليه وسلم الامراء إلى اليمن لتعليم الناس وأخذ صدقاتهم وأخماسهم معاذ بن جبل وأبو موسى وخالد بن الوليد وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
قدوم جرير بن عبد الله البجلي وإسلامه قال الإمام أحمد (1): حدثنا أبو قطن، حدثني يونس، عن المغيرة بن شبل. قال: قال جرير: لما دنوت من المدينة أنخت راحلتي، ثم حللت عيبتي، ثم لبست حلتي، ثم دخلت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فرماني الناس بالحدق، فقلت لجليسي يا عبد الله هل ذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم! ذكرك بأحسن الذكر بينما هو يخطب إذ عرض له في خطبته وقال يدخل عليكم من هذا الباب أو من هذا الفج من خير ذي يمن، إلا أن على وجهه مسحة ملك قال جرير: فحمدت الله عز وجل على ما أبلاني. قال أبو قطن: فقلت له سمعته منه أو سمعته من المغيرة بن شبل. قال نعم! ثم رواه الإمام أحمد عن أبي نعيم، وإسحاق بن يوسف وأخرجه النسائي من حديث الفضل بن موسى ثلاثتهم عن يونس عن أبي إسحاق السبيعي عن المغيرة بن شبل - ويقال ابن شبيل - عن عوف البجلي الكوفي عن جرير بن عبد الله وليس له عنه غيره. وقد رواه النسائي عن قتيبة عن سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بقصته:
" يدخل عليكم من هذا الباب رجل على وجهه مسحة ملك " الحديث وهذا على شرط الصحيحين. وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن عبيد، ثنا إسماعيل، عن قيس عن جرير.
قال: ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهي. وقد رواه الجماعة إلا أبا داود من طرق عن إسماعيل بن خالد، عن قيس بن أبي حازم عنه. وفي الصحيحين زيادة وشكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني لا أثبت على الخيل فضرب بيده في صدري. وقال: " اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا (2) ". ورواه النسائي عن قتيبة عن سفيان بن عيينة عن إسماعيل عن قيس عنه وزاد فيه - يدخل عليكم من هذا الباب رجل على وجهه مسحة ملك، فذكر نحو ما تقدم.
قال الحافظ البيهقي: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عمرو: عثمان بن أحمد السماك،