الجرائم العظيمة وله شعر حسن فمنه أنه وقع حرب بين طائفتين من العرب وهم عدي ورياح فقتل رجل من رياح ثم اصطلحوا وأهدروا دمه وكان صلحهم مما يضر به وببلاده فقال أبياتا يحرض على الطلب بدمه، وهي:
(متى كانت دماؤكم تطل * أما فيكم بثأر مستقل) (أغانم ثم سالم إن فشلتم * فما كانت أوائلكم تذل) (ونمتم عن طلاب الثار حتى * كأن العز فيكم مضمحل) (وما كسرتم فيه العوالي * ولا بيض تفل ولا تسل) فعمد إخوة المقتول فقتلوا أميرا من عدي واشتد بينهم القتال وكثرت القتلى حتى أخرجوا بني عدي من إفريقية.
قيل إنه اشترى جارية بثمن كثير فبلغه أن مولاها الذي باعها عقله وأسف على فراقها فأحضره تميم بين يديه وأرسل الجارية إلى داره ومعها من الكسوات والأواني الفضة وغيرها ومن الطيب وغيره شيء كثير ثم أمر مولاها بالانصراف وهو لا يعلم بذلك فلما وصل إلى داره ورآها على تلك الحال وقع مغشيا عليه لكثرة سروره ثم أفاق فلما كان الغد أخذ الثمن وجميع ما كان معها وحمله إلى دار تميم فانتهزه وأمره إعادة جميع ذلك إلى داره.
وكان له في البلاد أصحاب أخبار يجري عليهم أرزاقا سنية ليطالعوه بأحوال أصحابه لئلا يظلموا الناس فكان بالقيروان تاجر له مال وثروة فذكر في بعض الأيام التجار تميما ودعوا له وذلك التاجر حاضر فترحم على أبيه المعز ولم يذكره فرفع ذلك إلى تميم فأحضره إلى قصره وسأله هل ظلمتك فقال لا قال فهل ظلمك بعض أصحابي قال لا قال فلم أطلقت لسانك أمس بذمي؟ سكت فقال: لولا أن يقال شره في