ابن عبد الملك وابن أخيه العباس بن الوليد بن عبد الملك في سبعين ألف مقاتل من أهل الشام والجزيرة وقيل كانوا ثمانين ألفا فساروا إلى العراق وكان مسلمة يعيب العباس ويذمه فوقع بينهما اختلاف فكتب إليه العباس:
(ألا نفسي فداك أبا سعيد * وتقصر عن ملاحاتي وعذلي) (فلولا أن أصلك حين ينمى * وفرعك منتهى فرعي وأصلي) (وإني إن رميتك هضت عظمي * ونالتني إذا نالتك نبلي) (لقد أنكرتني إنكار خوف * يقصر منك عن شتمي وأكلي) (كقول المرء عمرو في القوافي * أريد حياته ويريد قتلي) قيل ان هذه الأبيات للعباس وقيل إنما تمثل بها.
فبلغ ذلك يزيد بن عبد الملك، فأرسل إليهما وأصلح بينهما وقدما الكوفة ونزلا بالنخيلة، فقال مسلمة: ليت هذا المزوني، يعني ابن المهلب لا كلفنا اتباعه في هذا البرد فقال حيان النبطي مولى لشيبان أنا أضمن لك أن لا يبره الأرضة يريد واضمن انه لا يبرح العرصة فقال له العباس لا أم لك أنت بالنبطية أبصر منك بهذا فقال حيان أنبط الله وجهك أشقر أحمر ليس عليه طابع الخلافة يريد أشقر أحمر ليس عليه طابع الخلافة قال مسلمة يا أبا سفيان لا يهولنك كلام العباس فقال إنه أهمق يريد أحمق.