فأكرمها القتل ولسنا نكرهه ولا نخافه وقد حلف أن لا ينصرف حتى يطأ أرضكم ويختم ملوككم وتعطوا الجزية.
فقال: فإنا نخرجه من يمينه ونبعث تراب أرضنا فيطأه ونبعث إليه ببعض أبناءنا فيختمهم ونبعث إليه بجزية يرضاها. فبعث إليه بهدية وأربعة غلمان من أبناء ملوكهم ثم أجازهم فأحسن فقدموا على قتيبة فقبل قتيبة الجزية وختم الغلمان وردهم ووطئ التراب. فقال سوادة بن عبد الملك السلولي:
(لا عيب في الوفد الذين بعثتهم * للصين إن سلكوا طريق المنهج) (كسروا الجفون على القذى خوف الردى * حاشى الكريم هبيرة بن مشمرج) (أدى رسالتك التي استدعيته * فأتاك من حنث اليمين بمخرج) فأوفد قتيبة هبيرة إلى الوليد فمات بقرية من فارس فرثاه سوادة فقال:
(لله در هبيرة بن مشمرج * ماذا تضمن من ندى وجمال) (وبديهة تعنى بها أبناؤها * عند احتفال مشاهد الأقوال) (كان الربيع إذا السنون تتابعت * والليث عند تكعكع الأبطال) (فسقى بقرية حيث أمسى قبره * غر يرحن بمسبل هطال)