هدمه عمرو بن العاص لما انتهى إلى الصنم قال له السادن ما تريد قال هدم سواع قال لا تطيق تهدمه قال له عمرو بن العاص أنت في الباطل بعد فهدمه عمرو ولم يجد في خزانته شيئا ثم قال عمرو للسادن كيف رأيت قال أسلمت والله وفيها هدم مناة بالمشلل هدمه سعد بن زيد الأشهلي وكان للأوس والخزرج وفيها كانت غزوة خالد بن الوليد بن جذيمة وكان من أمره وأمرهم ما حدثنا به ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بنى إسحاق قال قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث فيما حول مكة السرايا تدعو إلى الله عز وجل ولم يأمرهم بقتال وكان ممن بعث خالد بن الوليد وأمره أن يسير بأسفل تهامة داعيا ولم يبعثه مقاتلا فوطئ بنى جذيمة فأصاب منهم * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن حكيم بن حكيم بن عباد ابن حنيف عن أبي جعفر محمد بن علي بن حسين قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح مكة خالد بن الوليد داعيا ولم يبعثه مقاتلا ومعه قبائل من العرب سليم ومدلج وقبائل من غيرهم فلما نزلوا على الغميصاء وهى ماء من مياه بنى جذيمة ابن عامر بن عبد مناة بن كنانة على جماعتهم وكانت بنو جذيمة قد أصابوا في الجاهلية عوف بن عبد عوف أبا عبد الرحمن بن عوف والفاكه بن المغيرة وكانا أقبلا تاجرين من اليمن حتى إذا نزلا بهم قتلوهما وأخذوا أموالهما فلما كان الاسلام وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد سار حتى نزل ذلك الماء فلما رآه القوم أخذوا السلاح فقال لهم خالد ضعوا السلاح فإن الناس قد أسلموا * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني بعض أهل العلم عن رجل من بنى جذيمة قال لما أمرنا خالد بوضع السلاح قال رجل منا يقال له جحدم ويلكم يا بنى جذيمة إنه خالد والله ما بعد وضع السلاح إلا الأسئار ثم ما بعد الأسئار إلا ضرب الأعناق والله لا أضع سلاحي أبدا قال فأخذه رجال من قومه فقالوا يا جحدم أتريد أن تسفك دماءنا إن الناس قد أسلموا ووضعت الحرب وأمن الناس فلم يزالوا به حتى نزعوا سلاحه ووضع القوم السلاح لقول خالد فلما وضعوه أمر بهم خالد عند ذلك فكتفوا ثم عرضهم على السيف فقتل
(٣٤١)