وكتبوا كتابا * وكان إلى عبد المطلب بعد مهلك عمه المطلب بن عبد مناف ما كان إلى من قبله من بنى عبد مناف من أمر السقاية والرفادة وشرف في قومه وعظم فيهم خطره فلم يكن يعدل به منهم أحد وهو الذي كشف عن زمزم بئر إسماعيل ابن إبراهيم واستخرج ما كان فيها مدفونا وذلك غزالان من ذهب كانت جرهم دفنتهما فيما ذكر حين أخرجت من مكة وأسياف قلعية وأدراع فجعل الأسياف بابا للكعبة وضرب في الباب الغزالين صفائح من ذهب فكان أول ذهب حليته فيما قيل الكعبة وكانت كنية عبد المطلب أبا الحارث كنى بذلك لان الأكبر من ولده الذكور كان اسمه الحارث وهو شيبة ابن هاشم واسم هاشم عمرو وإنما قيل له هاشم لأنه أول من هشم الثريد لقومه بمكة وأطعمه وله يقول مطرود بن كعب الخزاعي وقال ابن الكلبي انما قاله ابن الزبعرى عمرو الذي هشم الثريد لقومه * ورجال مكة مسنتون عجاف ذكر أن قومه من قريش كانت أصابتهم لزبة وقحط فرحل إلى فلسطين فاشترى منها الدقيق فقدم به مكة فأمر به فخبز له ونحر جزورا ثم اتخذ لقومه مرقة ثريد بذلك الخبز * وذكر أن هاشما هو أول من سن الرحلتين لقريش رحلة الشتاء والصيف * وحدثت عن هشام بن محمد عن أبيه قال كان هاشم وعبد شمس وهو أكبر ولد عبد مناف والمطلب وكان أصغرهم أمهم عاتكة بنت مرة السلمية ونوفل وأمه واقدة بنت عبد مناف فسادوا بعد أبيهم جميعا وكان يقال لهم المجبرون قال ولهم يقال يا أيها الرجل المحول رحله * ألا نزلت بآل عبد مناف فكانوا أول من أخذ لقريش العصم فانتشروا من الحرم أخذ لهم هاشم حبلا من ملوك الشام الروم وغسان وأخذ لهم عبد شمس حبلا من النجاشي الأكبر فاختلفوا بذلك السبب إلى أرض الحبشة وأخذ لهم نوفل حبلا من الأكاسرة فاختلفوا بذلك السبب إلى العراق وأرض فارس وأخذ لهم المطلب
(١٢)