عن سيف عن محمد وطلحة وأبى سفيان طلحة بن عبد الرحمن والمهلب بن عقبة قالوا ولما قدم الوليد بن عقبة من عند خالد على أبى بكر رحمه الله بما بعث به إليه من الأخماس وجهه إلى عياض وأمد به فقدم عليه الوليد وعياض محاصرهم وهم محاصروه وقد أخذوا عليه بالطريق فقال له الرأي في بعض الحالات خير من جند كثيف ابعث إلى خالد فاستمده ففعل فقدم عليه رسوله غب وقعة العين مستغيثا فعجل إلى عياض بكتابه من خالد إلى عياض إياك أريد لبث قليلا تأتك الحلائب * يحملن آسادا عليها القاشب * كتائب يتبعها كتائب خبر دومة الجندل قالوا ولما فرغ خالد من عين التمر خلف فيها عويم بن الكاهل الأسلمي وخرج في تعبيته التي دخل فيها العين ولما بلغ أهل دومة مسير خالد إليهم بعثوا إلى أحزابهم من بهراء وكلب وغسان وتنوخ والضجاعم وقبل ما قد أتاهم وديعة في كلب وبهراء ومسانده ابن وبرة بن رومانس وأتاهم ابن الحدرجان في الضجاعم وابن الأيهم في طوائف من غسان وتنوخ فأشجوا عياضا وشجوا به فلما بلغهم دنو خالد وهم على رئيسين أكيدر بن عبد الملك والجودي بن ربيعة اختلفوا فقال أكيدر أنا أعلم الناس بخالد لا أحد أيمن طائرا منه ولا أحد في حرب ولا يرى وجه خالد قوم أبدا قلوا أو كثروا الا انهزموا عنه فأطيعوني وصالحوا القوم فأبوا عليه فقال لن أمالئكم على حرب خالد فشأنكم فخرج لطيته وبلغ ذلك خالدا فبعث عاصم بن عمرو معارضا له فأخذه فقال إنما تلقيت الأمير خالدا فلما أتى به خالدا أمر به فضربت عنقه وأخذ ما كان معه من شئ ومضى خالد حتى ينزل على أهل دومة وعليهم الجودي بن ربيعة ووديعة الكلبي وابن رومانس الكلبي وابن الأيهم ابن الحدرجان فجعل خالد دومة بين عسكره وعسكر عياض وكان النصارى الذين أمدوا أهل دومة من العرب محيطين بحصن دومة لم يحملهم الحصن فلما اطمأن خالد خرج الجودي فنهض بوديعة
(٥٧٨)