الهزيمة في فحل وكان مقتلهم في الرداغ فأصيب الثمانون ألفا لم يفلت منهم إلا الشريد وكان الله يصنع للمسلمين وهم كارهون كرهوا البثوق فكانت عونا لهم على عدوهم وأناة من الله ليزدادوا بصيرة وجدا واقتسموا ما أفاء الله عليهم وانصرف أبو عبيدة بخالد من فحل إلى حمص وصرفوا سمير بن كعب معهم ومضوا بذى الكلاع ومن معه وخلفوا شرحبيل ومن معه (ذكر بيسان) ولما فرغ شرحبيل من وقعة فحل نهد في الناس ومعه عمرو إلى أهل بيسان فنزلوا عليهم وأبو الأعور والقواد معه على طبرية وقد بلغ أفناء أهل الأردن ما لقيت دمشق وما لقى سقلار والروم بفحل وفى الردغة ومسير شرحبيل إليهم ومعه عمرو بن العاصي والحارث بن هشام وسهيل بن عمرو يريد بيسان وتحصنوا بكل مكان فسار شرحبيل بالناس إلى أهل بيسان فحصروهم أياما ثم إنهم خرجوا عليهم فقاتلوهم فأناموا من خرج إليهم وصالحوا بقية أهلها فقبل ذلك على صلح دمشق (طبرية) وبلغ أهل طبرية الخبر فصالحوا أبا الأعور على أن يبلغهم شرحبيل ففعل فصالحوهم وأهل بيسان على صلح دمشق على أن يشاطروا المسلمين المنازل في المدائن وما أحاط بها مما يصلها فيدعون لهم نصفا ويجتمعون في النصف الآخر وعن كل رأس دينار كل سنة وعن كل جريب أرض جريب بر أو شعير أي ذلك حرث وأشياء في ذلك صالحوهم عليها ونزلت القواد وخيولهم فيها وتم صلح الأردن وتفرقت الامداد في مدائن الأردن وقراها وكتب إلى عمر بالفتح (ذكر خبر المثنى بن حارثة وأبى عبيد بن مسعود) (كتب إلى السرى) عن شعيب عن سيف عن عمر عن محمد بن عبد الله بن سواد وطلحة بن الأعلم وزياد بن سرجس الأحمري باسنادهم قالوا أول ما عمل به عمر أن ندب الناس مع المثنى بن حارثة الشيباني إلى أهل فارس قبل صلاة الفجر من
(٦٣٠)