الله عليه وسلم فاستنفر الناس فخرجوا في أثره فأعجزهم قال وكان أبو سفيان وأصحابه يلقون جرب الدقيق ويتخففون وكان ذلك عامة زادهم فلذلك سميت غزوة السويق * وقال الواقدي واستخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة أبا لبابة بن عبد المنذر (قال أبو جعفر) ومات في هذه السنة أعنى سنة اثنتين من الهجرة في ذي الحجة عثمان بن مظعون فدفنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقيع وجعل عند رأسه حجرا علامة لقبره وقيل إن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام ولد في هذه السنة (قال أبو جعفر) وأما الواقدي فإنه زعم أن ابن أبي سبرة حدثه عن إسحاق بن عبد الله عن أبي جعفر أن علي بن أبي طالب عليه السلام بنى بفاطمة عليها السلام في ذي الحجة على رأس اثنين وعشرين شهرا (قال أبو جعفر) فإن كانت هذه الرواية صحيحة فالقول الأول باطل (وقيل) إن في هذه السنة كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم المعاقل فكان معلقا بسيفه ثم دخلت السنة الثالثة من الهجرة * فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة السويق أقام بالمدينة بقية ذي الحجة والمحرم أو قريبا منه ثم غزا نجدا يريد غطفان وهى غزوة ذي أمر فأقام بنجد صفرا كله أو قريبا من ذلك ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيدا فلبث بها شهر ربيع الأول كله الا قليلا منه ثم غزا يريد قريشا وبنى سليم حتى بلغ بحران معدنا بالحجاز من ناحية الفرع فأقام بها شهر ربيع الآخر وجمادى الأولى ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيدا خبر كعب بن الأشرف (قال أبو جعفر) وفى هذه السنة سرى النبي صلى الله عليه وسلم سرية إلى كعب بن الأشرف فزعم الواقدي أن النبي وجه من وجه إليه في شهر ربيع الأول
(١٧٧)