وكان دريد رئيس بنى جشم وسيدهم وأوسطهم ولكن السن أدركته حتى فنى وهو دريد بن الصمة بن بكر بن علقمة بن جداعة بن غزية بن جشم بن معاوية ابن بكر بن هوازن ثم قال مالك للناس إذا أنتم رأيتم القوم فاكسروا جفون سيوفكم وشدوا شدة رجل واحد عليهم * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان أنه حدث أن مالك ابن عوف بعث عيونا من رجاله لينظروا له ويأتوه بخبر الناس فرجعوا إليه وقد تفرقت أوصالهم فقال ويلكم ما شأنكم قالوا رأينا رجالا بيضا على خيل بلق فوالله ما تمسكنا أن أصابنا ما ترى فلم ينهه ذلك عن وجهه أن مضى على ما يريد (قال ابن إسحاق) ولما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إليهم عبد الله ابن أبي حدرد الأسلمي وأمره أن يدخل في الناس فيقيم فيهم حتى يأتيه بخبر منهم ويعلم من علمهم فانطلق ابن أبي حدرد فدخل فيهم فأقام معهم حتى سمع وعلم ما قد أجمعوا له من حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلم أمر مالك وأمر هوازن وما هم عليه ثم أتى رسول الله فأخبره الخبر فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب فأخبره خبر ابن أبي حدرد فقال عمر كذب فقال ابن أبي حدرد ان تكذبني فطال ما كذبت بالحق يا عمر فقال عمر ألا تسمع يا رسول الله إلى ما يقول ابن أبي حدرد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كنت ضالا فهداك الله يا عمر * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني أبو جعفر محمد بن علي بن حسين قال لما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم السير إلى هوازن ليلقاهم ذكر له أن عند صفوان بن أمية أدراعا وسلاحا فأرسل إليه فقال يا أبا أمية وهو يومئذ مشرك أعرنا سلاحك هذا نلفي فيه عدونا غدا فقال له صفوان أغصبا يا محمد قال بل عارية مضمونة حتى نؤديها إليك قال ليس بهذا بأس فأعطاه مائة درع بما يصلحها من السلاح فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله أن يكفيه حملها ففعل (قال أبو جعفر محمد بن علي) فمضت السنة أن العارية مضمونة مؤداة * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق
(٣٤٦)