وعلى مجنبتيه النعمان بن عوف بن النعمان مطر الشيبانيان فسرح في أدبارهم حذيفة واتبعه فأدركوهم بتكريت دوينها من حيث طلبوهم يخوضون الماء فأصابوا ما شاؤوا من النعم حتى أصاب الرجل خمسا من النعم وخمسا من السبى وخمس المال وجاء به حتى ينزل على الناس بالأنبار وقد مضى فرات وعتيبة في وجوههما حتى أغاروا على صفين وبها النمر وتغلب متساندين فأغاروا عليهم حتى رموا بطائفة منهم في الماء فناشدوهم فلم يقلعوا عنهم وجعلوا ينادونهم الغرق الغرق وجعل عتيبة وفرات يذمرون الناس وينادونهم تغريق بتحريق يذكرونهم يوما من أيامهم في الجاهلية أحرقوا فيه قوما من بكر بن وائل في غيضة من الغياض ثم انكفؤا راجعين إلى المثنى وقد غرقهم ولما تراجع الناس إلى عسكرهم بالأنبار وتوافى بها البعوث والسرايا انحدر بهم المثنى إلى الجزيرة فنزل بها وكانت تكون لعمر رحمه الله العيون في كل جيش فكتب إلى عمر بما كان في تلك الغزاة وبلغه الذي قال عتيبة وفرات يوم بنى تغلب والماء فبعث إليهما فسألهما فأخبراه أنهما قالا ذلك على وجه أنه مثل وانهما لم يفعلا ذلك على وجه طلب ذحل الجاهلية فاستحلفهما فحلفا انهما ما أرادا بذلك إلا المثل وإعزاز الاسلام فصدقهما وردهما حتى قدما على المثنى ذكر الخبر عما هيج أمر القادسية (كتب إلى السرى) عن شعيب عن سيف عن محمد بن عبد الله بن سواد بن نويرة عن عزيز بن مكنف التميمي ثم الأسيدي وطلحة بن الأعلم الحنفي عن المغيرة ابن عتيبة بن النهاس العجلي وزياد بن سرجس الأحمري عن عبد الرحمن بن ساباط الأحمري قالوا جميعا قال أهل فارس لرستم والفيرزان وهما على أهل فارس أين يذهب بكما لم يبرح بكما الاختلاف حتى وهنتما أهل فارس وأطمعتما فيهم عدوهم وأنه لم يبلغ من خطركما أن يقركما فارس على هذا الرأي وإن تعرضاها للهلكة ما بعد بغداد وساباط وتكريت إلا المدائن والله لتجتمعان أو لنبدأن بكما قبل أن يشمت
(٦٥٨)