عشر سنين ثم هاجر إلى المدينة شهر ربيع الأول من سنة أربع عشرة من حين استنبئ وكان خروجه من مكة إليها يوم الاثنين وقدومه المدينة يوم الاثنين لمضى اثنتي عشرة ليلة من شهر ربيع الأول * حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري قال حدثنا موسى بن داود عن ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن حنش الصنعاني عن ابن عباس قال ولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين واستنبئ يوم الاثنين ورفع الحجر يوم الاثنين وخرج مهاجرا من مكة إلى المدينة يوم الاثنين وقدم المدينة يوم الاثنين وقبض يوم الاثنين * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن الزهري قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول (قال أبو جعفر) فإذا كان الامر في تأريخ المسلمين كالذي وصفت فإنه وإن كان من الهجرة فإن ابتداءهم إياه قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بشهرين وأيام هي اثنا عشر وذلك أن أول السنة المحرم وكان قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بعد مضى ما ذكرت من السنة ولم يؤرخ التأريخ من وقت قدومه بل من أول تلك السنة ذكر ما كان من الأمور المذكورة في أول سنة من الهجرة (قال أبو جعفر) قد مضى ذكرنا وقت مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وموضعه الذي نزل فيه حين قدمها وعلى من كان نزوله وقدر مكثه في الموضع الذي نزله وخبر ارتحاله عنه ونذكر الآن ما لم نذكر قبل مما كان من الأمور المذكورة في بقية سنة قدومه وهى السنة الأولى من الهجرة فمن ذلك تجميعه صلى الله عليه وسلم بأصحابه الجمعة في اليوم الذي ارتحل فيه من قباء وذلك أن ارتحاله عنها كان يوم الجمعة عامدا المدينة فأدركته الصلاة صلاة الجمعة في بنى سالم ابن عوف ببطن واد لهم قد اتخذ اليوم في ذلك الموضع مسجدا فيما بلغني وكانت هذه الجمعة أول جمعة جمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاسلام فخطب في
(١١٤)