والأيام ونظمن نظما أكثر فيهن الرجاز إلى ما كان قبل ذلك منهن (كتب إلى السرى) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة وشاركهم عمرو بن محمد عن رجل من بنى سعد عن ظفر بن دهى والمهلب بن عقبة قالوا فلما اجتمع المسلمون بالفراض حميت الروم واغتاظت واستعانوا بمن يليهم من مسالح أهل فارس وقد حموا واغتاظوا واستمدوا تغلب وأياد والنمر فأمدوهم ثم ناهدوا خالدا حتى إذا صار الفرات بينهم قالوا اما أن تعبروا إلينا واما أن نعبر إليكم قال خالد بل اعبروا إلينا قالوا فتنحوا حتى نعبر فقال خالد لا نفعل ولكن اعبروا أسفل منا وذلك للنصف من ذي القعدة سنة اثنتي عشرة فقالت الروم وفارس بعضهم لبعض احتسبوا ملككم هذا رجل يقاتل على دين وله عقل وعلم ووالله لينصرن ولنخذلن ثم لم ينتفعوا بذلك فعبروا أسفل من خالد فلما تتاموا قالت الروم امتازوا حتى نعرف اليوم ما كان من حسن أو قبيح من أينا يجئ ففعلوا فاقتتلوا قتالا شديدا طويلا ثم إن الله عز وجل هزمهم وقال خالد للمسلمين ألحوا عليهم ولا ترفهوا عنهم فجعل صاحب الخيل يحشر منهم الزمرة برماح أصحابه فإذا جمعوهم قتلوهم فقتل يوم الفراض في المعركة وفى الطلب مائة ألف وأقام خالد على الفراض بعد الوقعة عشرا ثم أذن في الفعل إلى الحيرة لخمس بقين من ذي القعدة وأمر عاصم ابن عمرو أن يسير بهم وأمر شجرة بن الأعز أن يسوقهم وأظهر خالد أنه في الساقة (حجة خالد) (قال أبو جعفر) وخرج خالد حاجا من الفراض لخمس بقين من ذي القعدة مكتتما بحجه ومعه عدة من أصحابه يعتسف البلاد حتى أتى مكة بالسمت فتأتى له من ذلك ما لم يتأت لدليل ولا ريبال فسار طريقا من طرق أهل الجزيرة لم ير طريق أعجب منه ولا أشد على صعوبته منه فكانت غيبته عن الجند يسيرة فما توافي إلى الحيرة آخرهم حتى وافاهم مع صاحب الساقة الذي وضعه فقدما معا وخالد وأصحابه محلقون لم يعلم بحجه الا من أفضى إليه بذلك من الساقة ولم يعلم أبو بكر
(٥٨٣)