فقال لي ألم تر إلى الجن وابلاسها وإياسها من دينها ولحوقها بالقلاص وأحلاسها قال فقال عمر عند ذلك يحدث الناس والله إني لعند وثن من أوثان الجاهلية في نفر من قريش قد ذبح له رجل من العرب عجلا فنحن ننظر قسمه ليقسم لنا منه إذ سمعت من حوف العجل صوتا ما سمعت صوتا قط أنفذ منه وذلك قبل الاسلام بشهر أو سنة يقول يا آل ذريح أمر نجيح رجل يصيح يقول لا إله إلا الله * حدثنا ابن حميد قال حدثنا علي بن مجاهد عن ابن إسحاق عن الزهري عن عبد الله بن كعب مولى عثمان ابن عفان مثله * حدثنا الحارث قال حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعلم عن أبيه قال كنا حلوسا عند صنم ببوانة قبل أن يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشهر نحرنا جزورا فإذا صائح يصيح من جوف واحدة اسمعوا إلى العجب ذهب استراق الوحي ونرمى بالشهب لنبي بمكة اسمه أحمد مهاجره إلى يثرب قال فأمسكنا وعجبنا وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم * حدثني أحمد بن سنان القطان الواسطي قال حدثنا أبو معاوية قال حدثنا الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس أن رجلا من بنى عامر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أرنى الخاتم الذي بين كتفيك فإن بك بك طب داويتك فإني أطب العرب قال أتحب أن أريك آية قال نعم ادع ذاك العذق قال فنظر إلى عذق في نخلة فدعاه فجعل ينقر حتى قام بين يديه قال قل له فليرجع فرجع فقال العامري يا بنى عامر ما رأيت كاليوم أسحر (قال أبو جعفر) والاخبار عن الدلالة على نبوته صلى الله عليه وسلم أكثر من من أن تحصى ولذلك كتاب يفرد إن شاء الله ونرجع الآن إلى ذكر الخبر عما كان من أمر نبي الله صلى الله عليه وسلم عند ابتداء الله تعالى ذكره إياه بإكرامه بإرسال جبريل عليه السلام إليه بوحيه (قال أبو جعفر) قد ذكرنا قبل بعض الأخبار الواردة عن أول وقت إتيان مجئ جبريل نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم بالوحي من الله وكم كان سن النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ ونذكر الآن صفة ابتداء جبريل إياه بالمصير إليه وظهوره له
(٤٦)