من طردت كل مطرد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم في صدره ثم قال أنت طردتني كل مطرد (وقال الواقدي) خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة فقائل يقول يريد قريشا وقائل يقول يريد هوازن وقائل يقول يريد ثقيفا وبعث إلى القبائل فتخلفت عنه ولم يعقد الألوية ولم ينشر الرايات حتى قدم قديدا فلقيته بنو سليم على الخيل والسلاح التام وقد كان عيينة لحق رسول الله بالعرج في نفر من أصحابه ولحقه الأقرع بن حابس بالسقيا فقال عيينة يا رسول الله والله ما أرى آلة الحرب ولا تهيئة الاحرام فأين تتوجه يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث شاء الله ثم رعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تعمى عليهم الاخبار فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران ولقيه العباس بالسقيا ولقيه مخرمة بن نوفل بنيق العقاب فلما نزل مر الظهران خرج أبو سفيان بن حرب ومعه حكيم بن حزام * فحدثنا أبو كريب قال أخبرنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال حدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن عكرمة عن ابن عباس قال لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران قال العباس بن عبد المطلب وقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة يا صباح قريش والله لئن بغتها رسول الله في بلادها فدخل مكة عنوة إنه لهلاك قريش آخر الدهر فجلس على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء وقال اخرج إلى الأراك لعلى أرى حطابا أو صاحب لبن أو داخلا يدخل مكة فيخبرهم بمكان رسول الله فيأتونه فيستأمنونه فخرجت فوالله إني لأطوف في الأراك ألتمس ما خرجت له إذ سمعت صوت أبي سفيان بن حرب بن وحكيم حزام وبديل بن ورقاء وقد خرجوا يتحسسون الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعت أبا سفيان وهو يقول والله ما رأيت كاليوم قط نيرانا فقال بديل هذه والله نيران خزاعة حمشتها الحرب فقال أبو سفيان خزاعة ألئم من ذلك وأذل فعرفت صوته فقلت يا أبا حنظلة فقال أبو الفضل فقلت نعم فقال لبيك فداك أبي وأمي فما وراءك فقلت هذا رسول الله ورائي قد دلف إليكم بما لا قبل لكم به بعشرة آلاف من المسلمين قال فما تأمرني فقلت
(٣٣٠)