ضرب عنق مردانشاه وأما مطر بن فضة فإن جابان خدعه حتى تفلت منه بشئ فخلى عنه فأخذه المسلمون فأتوا به أبا عبيد وأخبروه أنه الملك وأشاروا عليه بقتله فقال إني أخاف الله أن أقتله وقد آمنه رجل مسلم المسلمون في التواد والتناصر كالجسد ما لزم بعضهم فقد لزمهم كلهم فقالوا له إنه الملك قال وإن كان لا أغدر فتركه (كتب إلى السرى) ابن يحيى عن شعيب عن سيف عن الصلت ابن بهرام عن أبي عمران الجعفي قال ولت حربها فارس رستم عشر سنين وملكوه وكان منجما عالما بالنجوم فقال له قائل ما دعاك إلى هذا الامر وأنت ترى ما ترى قال الطمع وحب الشرف فكاتب أهل السواد ودس إليهم الرؤساء فثاروا بالمسلمين وقد كان عهد إلى القوم أن الأمير عليكم أول من ثار فثار جابان في فرات بادقلى وثار الناس بعده وأرز المسلمون إلى المثنى بالحيرة فصمد لخفان ونزل خفان حتى قدم عليه أبو عبيد وهو الأمير على المثنى وغيره ونزل جابان النمارق فسار إليه أبو عبيد من خفان فالتقوا بالنمارق فهزم الله أهل فارس وأصابوا منهم ما شاءوا وبصر مطر بن فضة وكان ينسب إلى أمه وأبى برجل عليه حلى فشدا عليه فأخذاه أسيرا فوجداه شيخا كبيرا فزهد فيه وأبى ورغب مطر في فدائه فاصطلحا على أن سلبه لأبي وأن إساره لمطر فلما خلص مطر به قال إنكم معاشر العرب وأهل وفاء فهل لك أن تؤمني وأعطيك غلامين أمر دين خفيفين في عملك وكذا وكذا قال نعم قال فأدخلني على ملككم حتى يكون ذلك بمشهد منه ففعل فأدخله على أبى عبيد فتم له على ذلك فأجاز أبو عبيد فقام أبى وأناس من ربيعة فأما أبى فقال أسرته أنا وهو على غير أمان وأما الآخرون فعرفوه وقالوا هذا الملك جابان وهو الذي لقينا بهذا الجمع فقال ما تروني فاعلا معاشر ربيعة أيؤمنه صاحبكم وأقتله أنا معاذ الله من ذلك وقسم أبو عبيد الغنائم وكان فيها عطر كثير ونفل وبعث بالأخماس مع القاسم السقاطية بكسكر (كتب إلى السرى) ابن يحيى عن شعيب بن إبراهيم عن سيف بن عمر عن
(٦٣٥)