معه رجلا من الأنصار وكان معه مولى له يخدمه وكان مسلما فنزل منزلا وأمر المولى أن يذبح له تيسا ويصنع له طعاما وقام فاستيقظ ولم يصنع له شيئا فعدا عليه فقتله ثم ارتد مشركا وكانت به قينتان فرتنا وأخرى معها وكانتا تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بقتلهما معه والحويرث بن نقيذ بن وهب بن عبد بن قصي وكان ممن يؤذيه بمكة ومقيس بن صبابة وإنما أمر بقتله لقتله الأنصاري الذي كان قتل أخاه خطأ ورجوعه إلى قريش مرتدا وعكرمة بن أبي جهل وسارة مولاة كانت لبعض بنى عبد المطلب وكانت ممن يؤذيه بمكة فأما عكرمة بن أبي جهل فهرب إلى اليمن وأسلمت امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام فاستأمنت له رسول الله فآمنه فخرجت في طلبه حتى أتت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان عكرمة يحدث فيما يذكرون أن الذي رده إلى الاسلام بعد خروجه إلى اليمن أنه كان يقول أردت ركوب البحر لألحق بالحبشة فلما أتيت السفينة لأركبها قال صاحبها يا عبد الله لا تركب سفينتي حتى توحد الله وتخلع ما دونه من الأنداد فانى أخشى إن لم تفعل أن نهلك فيها فقلت وما يركبه أحد حتى يوحد الله ويخلع ما دونه قال نعم لا يركبه أحد إلا أخلص قال فقلت ففيما أفارق محمدا فهذا الذي جاءنا به فوالله إن إلهنا في البحر لإلهنا في البر فعرفت الاسلام عند ذلك ودخل في قلبي وأما عبد الله بن خطل فقتله سعيد بن حريث المخزومي وأبو برزة الأسلمي اشتركا في دمه وأما مقيس بن صبابة فقتله نميلة بن عبد الله رجل من قومه فقالت أخت مقيس لعمري لقد أخزى نميلة رهطه * وفجع أضياف الشتاء بمقيس فلله عينا من رأى مثل مقيس * إذا النفساء أصبحت لم تخرس وأما قينتا ابن خطل فقتلت إحداهما وهربت الأخرى حتى استؤمن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فآمنها وأما سارة فاستؤمن لها فآمنها ثم بقيت حتى أوطأها رجل من الناس فرسا له في زمن عمر بن الخطاب بالأبطح فقتلها وأما الحويرث بن نقيد فقتله علي بن أبي طالب رضي الله عنه (وقال الواقدي)
(٣٣٦)