حديث أمغيشيا في صفر وأفاءها الله عز وجل بغير خيل * حدثنا عبيد الله قال حدثني عمى عن سيف عن محمد عن أبي عثمان وطلحة عن المغيرة قالا لما فرغ خالد من وقعة أليس نهض فأتى أمغيشيا وقد أعجلهم عما فيها وقد جلا أهلها وتفرقوا في السواد ومن يومئذ صارت السكرات في السواد فأمر خالد بهدم أمغيشيا وكل شئ كان في حيزها وكانت مصرا كالحيرة وكان فرات بادقلى ينتهى إليها وكانت أليس من مسالحها فأصابوا فيها ما لم يصيبوا مثله قط (كتب إلى السرى) عن شعيب عن سيف عن بحر بن الفرات العجلي عن أبيه قال لم يصب المسلمون فيما بين ذات السلاسل وأمغيشيا مثل شئ أصابوه في أمغيشيا بلغ سهم الفارس ألفا وخمسمائة سوى النفل الذي نفله أهل البلاء وقالوا جميعا قال أبو بكر رحمه الله حين بلغه ذلك يا معشر قريش يخبرهم بالذي أتاه عدا أسدكم على الأسد فغلبه على خراذيله أعجزت النساء أن ينشأ مثل خالد حديث يوم المقر وفم فرات بادقلى (قال أبو جعفر) كتب إلى السرى عن شعيب عن سيف عن محمد عن أبي عثمان وطلحة عن المغيرة أن الآزاذبه كان مرزبان الحيرة أزمان كسرى إلى ذلك اليوم فكانوا لا يمد بعضهم بعضها إلا بإذن الملك وكان قد بلغ نصف الشرف وكان قيمة قلنسوته خمسين ألفا فلما أخرب خالد أمغيشيا وعاد أهلها سكرات لدهاقين القرى علم الآزاذبه أنه غير متروك فأخذ في أمر وتهيأ لحرب خالد وقدم ابنه ثم خرج في أثره حتى عسكر خارجا من الحيرة وأمر ابنه بسد الفرات ولما استقل خالد من أمغيشيا وحمل الرجل في السفن مع الأنفال والأثقال لم يفجأ خالدا إلا والسفن جوانح فارتاعوا لذلك فقال الملاحون إن أهل فارس فجروا الأنهار فسلك الماء غير طريقه فلا يأتينا الماء إلا بسد الأنهار فتعجل خالد في خيل نحو ابن الآزاذبه فتلقاه على فم العتيق خيل من خيله فجئهم وهم آمنون لغارة
(٥٦٣)