الواقدي فزعم أن سبب هذه الغزوة كان أن قريشا قالت قد عور علينا محمد متجرنا وهو على طريقنا وقال أبو سفيان وصفوان بن أمية إن أقمنا بمكة أكلنا رؤس أموالنا قال زمعة بن الأسود فأنا أدلكم على رجل يسلك بكم النجدية لو سلكها مغمض العينين لاهتدى قال صفوان من هو فحاجتنا إلى الماء قليل إنما نحن شاتون قال فرات بن حيان فدعواه فاستأجراه فخرج بهم في الشتاء فسلك بهم على ذات عرق ثم خرج بهم على غمرة وانتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم خبر العير وفيها مال كثير وآنية فضة حملها صفوان بن أمية فخرج زيد بن حارثة فاعترضها فظفر بالعير وأفلت أعيان القوم فكان الخمس عشرين ألفا فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقسم الأربعة الأخماس على السرية وأتى بفرات بن حيان العجلي أسيرا فقيل إن أسلمت لم يقتلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم فأرسله مقتل أبى رافع اليهودي (قال أبو جعفر) وفى هذه السنة كان مقتل أبى رافع اليهودي فيما قيل وكان سبب قتله إنه كان فيما ذكر عنه يظاهر كعب بن الأشرف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجه إليه فيما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في النصف من جمادى الآخرة من هذه السنة عبد الله بن عتيك فحدثنا هارون بن إسحاق الهمداني قال حدثنا مصعب بن المقدام قال حدثني إسرائيل قال حدثنا أبو إسحاق عن البراء قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبى رافع اليهودي وكان بأرض الحجاز رجالا من الأنصار وأمر عليهم عبد الله بن عقبة أو عبد الله بن عتيك وكان أبو رافع يؤذى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبغى عليه وكان في حصن له بأرض الحجاز فلما دنوا منه وقد غربت الشمس وراح الناس بسرحهم قال لهم عبد الله ابن عقبة أو عبد الله بن عتيك اجلسوا مكانكم فانى أنطلق وأتلطف للبواب لعلى أدخل قال فأقبل حتى إذا دنا من الباب تقنع بثوبه كأنه يقضى حاجة وقد دخل الناس فهتف به البواب يا عبد الله إن كنت تريد أن تدخل فانى أريد أن
(١٨٢)