فسبق إليه وهو في ذلك بعض الخيل فضرب رأسه فإذا هو في جفنته وأخذنا بناته وقتلنا بنيه (الثنى والزميل) وقد نزل ربيعة بن بجير التغلبي الثنى والبشر غضبا لعقة وواعد روزبه وزرمهر والهذيل فلما أصاب خالد أهل المضيح بما أصابهم به تقدم إلى القعقاع والى أبى ليلى بأن يرتحلا أمامه وواعدهما الليلة ليفترقوا فيها للغارة عليهم من ثلاثة أوجه كما فعل بأهل المضيح ثم خرج خالد من المضيح فنزل حوران ثم الرنق ثم الحماة وهى اليوم لبنى جنادة بن زهير من كلب ثم الزميل وهو البشر والثنى معه وهما اليوم شرقي الرصافة فبدأ بالثنى واجتمع هو وأصحابه فبيته من ثلاثة أوجه بياتا ومن اجتمع له واليه ومن تأشب لذلك من الشبان فجردوا فيهم السيوف فلم يفلت من ذلك الجيش محبر واستبى الشرخ وبعث بخمس الله إلى أبى بكر مع النعمان بن عوف بن النعمان الشيباني وقسم النهب والسبايا فاشترى على ابن أبي طالب عليه السلام بنت ربيعة بن بجير التغلبي فاتخذها فولدت له عمر ورقية وكان الهذيل حين نجا أوى إلى الزميل إلى عتاب بن فلان وهو بالبشر في عسكر ضخم فبيتهم بمثلها غارة شعواء من ثلاثة أوجه سبقت إليهم الخبر عن ربيعة فقتل منهم مقتلة عظيمة لم يقتلوا قبلها مثلها وأصابوا منهم ما شاؤوا وكانت على خالد يمين ليبغتن تغلب في دارها وقسم خالد فيأهم في الناس وبعث بالأخماس إلى أبى بكر مع الصباح بن فلان المزني وكانت في الأخماس ابنة مؤذن النمري وليلى بنت خالد وريحانة بنت الهذيل بن هبيرة ثم عطف خالد من البشر إلى الرضاب وبها هلال بن عقة وقد ارفض عنه أصحابه حين سمعوا بدنو خالد وانقشع عنها هلال فلم يلق كيدا بها (حديث الفراض) ثم قصد خالد بعد الرضاب وبغتته تغلب إلى الفراض والفراض تخوم الشأم والعراق والجزيرة فأفطر بها رمضان في تلك السفرة التي اتصلت لها فيها الغزوات
(٥٨٢)