أصحابك على السير معك فلما قرأ الكتاب استرجع ثم قال سمعا وطاعة لأمر الله ورسوله فخبرهم الخبر وقرأ عليهم الكتاب فرجع رجلا ومضى بقيتهم فلقوا ابن الحضرمي فقتلوه ولم يدروا ذلك اليوم من رجب أو من جمادى فقال المشركون للمسلمين فعلتم كذا وكذا في الشهر الحرام فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فحدثوه الحديث فأنزل الله عز وجل (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه إلى قوله والفتنة أكبر من القتل) الفتنة هي الشرك * وقال بعض الذي أظنه قال كانوا في السرية والله ما قتله إلا واحد فقال إن يكن خيرا فقد وليت وان يكن ذنبا فقد علمت ذكر بقية ما كان في السنة الثانية من سنى الهجرة ومن ذلك ما كان من صرف الله عز وجل قبلة المسلمين من الشأم إلى الكعبة وذلك في السنة الثانية من مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة في شعبان واختلف السلف من العلماء في الوقت الذي صرفت فيه من هذه السنة فقال بعضهم وهم الجمهور الأعظم صرفت في النصف من شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ذكر من قال ذلك * حدثنا موسى بن هارون الهمداني قال حدثنا عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط عن السدى في خبر ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان الناس يصلون قبل بيت المقدس فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة على رأس ثمانية عشر شهرا من مهاجره وكان إذا صلى رفع رأسه إلى السماء ينظر ما يؤمر وكان يصلى قبل بيت المقدس فنسختها للكعبة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يصلى قبل الكعبة فأنزل الله عز وجل (قد نرى تقلب وجهك في السماء) الآية * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال صرفت القبلة في شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة * وحدثت عن ابن سعد عن الواقدي مثل ذلك وقال صرفت القبلة في الظهر يوم الثلاثاء للنصف من شعبان (قال أبو جعفر) وقال آخرون إنما صرفت القبلة إلى الكعبة لستة عشر
(١٢٨)