يضاف إلى هذا أن خليفة أولى الاحداث الداخلية التي ترتبت عليها أمور تتعلق بالعقيدة عناية فائقة (مقتل عثمان. ويوم الحرة. وثورة ابن الأشعث، وحركات الخوارج زمن مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية..)، حيث بجد تفصيلات بالرواية لا نجدها عند غيرهما يلقي أضواء تكشف كثيرا من المعضلات، ولا سيما في أمر مقتل عثمان وواقعة التحكيم. ومع قلة عناية خليفة بالأحداث الداخلية - كما قلنا - فإننا نجد عنده ذكرا لبعض الثورات والحركات الداخلية لا نجدها عند غيره مثل ثورة جراشة الشاري في العصر العباسي.
في هذا التاريخ نجد مثل ثورة جراشة الشاري في العصر العباسي.
في هذا التاريخ نجد تاريخ وفيات كثير من أئمة الحديث، ورجال الفكر والإدارة والحكم وقد تجاوز ذلك إلى ذكر تاريخ ميلادهم، وبعض أحداث حياتهم.
وما يسترعي الانتباه أن خليفة قد أولى أخبار الدولة الأموية عناية خاصة، بينهما سرد أخبار بني العباس التي عاصر قسما كبيرا منها سردا سريعا ودونما عناية مع خصوبة هذه الفترة وخطرها في التاريخ الاسلامي، ولعل تفسير هذا الامر أن خليفة أبعد عن تقديره أن ثمة ضرورة للتبسط في تدوين أخبار عصر لأناس يعيشون فيه ويعرفونها كما يعرفونها كما يعرفها، أو لأن المؤلف بصري الموطن، وهذا قد يعنى أنه ذو ميول عثمانية - وقد أسلفنا أن شيخه يزيد بن زريع كان عثمانيا -.
هذه الأمور التي انفرد بها خليفة منهجا وعرضا تجعل من تاريخه مصدرا ووثيقة هامتين في دراسة حركة التاريخ العربية، يضاف إلى ذلك وضوح شخصيته كمؤرخ نفاد لا كمدون خبر شأن كثير من المؤرخين.
مخطوطة الكتاب وتحقيقه:
لم نعرف من مخطوطات تاريخ خليفة سوى نسخة فريدة لا أخت لها كان للأستاذ المرحوم إبراهيم الكتابي قيم الخزانة العامة للمخطوطات في الرباط فضل العثور عليها والتعريف بها فجزاه الله عنا جميل الشكر ورحمه وأسكنه فسيح جنانه، ثم عرضت هذه المخطوطة النادرة في معرض مكتبة جامعة القرويين بفاس بمناسبة مروة مائة وألف سنة على تأسيس هذه الجامعة والذي أقيم سنة 9160 م. والنسخة في غاية الجودة فهي قديمة بعود تاريخ نسخها إلى سنة سبع