سنة خمس عشرة ومائة فيها خرج الحارث بن شريح (1) فغلب على الجوزجان ومرو (2)، فبعث هشام بن عبد الملك عاصم بن عبد الله بن يزيد الهلالي، فلقي الحارث بن شريح، فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم اصطلحا على أن يقيم الحارث بن شريح ببلخ ويبعث عاصم رسولا، فبعث خالد أخاه أسد بن عبد الله واليا على خراسان وعزل عاصما، فقطع الحارث نهر بلخ، وسار أسد فالتقوا، فهزم الحارث فلحق بالترك، وأخذ أسد بن عبد الله ناسا من أصحابه فقتل بعضهم وقطع أيدي بعضهم وأرجلهم. وفيها غزا معاوية بن هشام في شهر رمضان حتى انتهى إلى افلاجونية (3).
قال أبو خالد: وفي سنة خمس عشرة ومائة أغزى عبيدة بن عبد الرحمن من إفريقية بكر بن سويد، فأتى صقلية ودوبانة (4) فلقيته الروم فرموا مراكبه بالنار.
وأقام الحج محمد بن هشام بن إسماعيل.
وفي سنة خمس عشرة ومائة مات عطاء بن أبي رباح ويقال: سنة ست عشرة.