بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على السيد الأنبياء وخاتم المرسلين النبي العربي محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وبعد فهذا تاريخ خليفة بن خياط أقدم كتاب حولي ينشر حتى الآن باللغة العربية، وأهم وثيقة متميزة تتحدث عن اثنين وثلاثين ومائتي سنة من تاريخ الاسلام، مذ هجر نبي الدين دار الشرك إلى دار الايمان حتى ثماني سنوات سبقت وفاة المؤلف.
مؤلف الكتاب:
هو خليفة بن خياط العصفري البصري، المعروف بشباب، يكنى أبا عمرو. عالم مؤرخ ثقة، لم يتيسر لنا توضح جوانب توضحا كافيا، إذ لم تسعفنا المصادر التي بين أيدينا لتقري معالم الصورة لحياة هذا المؤرخ الكبير، فأخباره فيها أنباذ يسيرة لا تفي بتوضح الصورة. وما جاء عنه فيها لا يجاوز ذكر نسبه وسنة وفاته وعد شيوخه وتلاميذه.
ومن خلال هذه اللمحات اليسيرة يغلب الترجيح أن خليفة لم ينهد إلى رحلة في الطلب، أو لم يكن واسع الرحلة على تقدير، إنما اقتصر في التلقي على علماء البصرة بلده. ولعله لم يدخل بغداد قط إذ لم نجد له ذكرا عند الخطيب البغدادي في تاريخه.